انتخابات المجلس الفلسطيني الانتقالي للحكم الذاتي
نتائج استطلاع للرأي العام الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة


5-8/10/1993

 

تقوم وحدة التحليل السياسي في مركز البحوث والدراسات الفلسطينية بإعداد دراسة تحليلية حول انتخابات مجلس الحكومة الفلسطينية الانتقالية في الضفة الغربية وقطاع غزة. ونذكر هنا أن اتفاق إعلان المبادئ الفلسطيني -الاسرائيلي ينص على الدعوة لاجراء "انتخابات سياسية عامة ومباشرة وحرة لمجلس الحكومة الانتقالية تحت إشراف متفق عليه بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي في موعد لا يتجاوز تسعة أشهر من دخول الاعلان حيز التنفيذ، أي في 13/7/1994، ويحق لفلسطينيي القدس المشاركة في هذه الانتخابات".

وتشمل الدراسة التحليلية على شرح لما ورد في اتفاق إعلان المبادئ حول الانتخابات، وتحليل لمواقف الاطراف المختلفة بما فيها المعارضة الفلسطينية، وتوضيح حول الخيار القائل بعدم إجراء الانتخابات، والنظام الانتخابي ومجموعة من التوصيات. وسيقوم المركز بنشر هذه الدراسة خلال يومين، وضمن اهتمامها بدراسة آراء الشعب الفلسطيني حول الموضوع، فقد قامت وحدة استطلاعات الرأي العام والمسوحات في المركز بإجراء هذا الاستطلاع أيام 5-8 اكتوبر/1993.

1. مقدمة
قامت وحدة استطلاعات الرأي العام والمسوحات في مركز البحوث والدراسات الفلسطينية باجراء استطلاعات لآراء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة حول موضوع انتخابات مجلس الحكم الذاتي الفلسطيني الانتقالي، حيث قام باحثو المركز بالتعاون مع أربعين باحثا ميدانيا بتوزيع الاستطلاع على عينة حجمها (1259) شخصا، وزعت على جميع المناطق حسب النسب السكانية، لتشمل سكان المدن والقرى والمخيمات، الرجال والنساء وجميع الفئات العمرية (بدءا من 18 عاما).
فقد قام الباحثون بإجراء مقابلات شخصية في التجمعات السكنية الرئيسية، وفي أماكن تتواجد فيها جميع شرائح المجتمع وطبقاته، مثل الكراجات المؤدية للقرى والمخيمات، الاسواق الرئيسية، مركز المدينة، مداخل المستشفيات، الخ...
وقد تم توزيع(809) استمارات في الضفة الغربية على المناطق التالية:( القدس، رام الله، بيت لحم، نابلس، طولكرم، جنين، أريحا)، أما في غزة فتم توزيع (450) استمارة على المناطق التالية:(مدينة غزة"شرق/غرب"، الشاطئ، قرى عبسان الكبيرة والصغيرة، قرية بني سهيلا، مخيم جباليا، مخيم خان يونس، مدينة خان يونس، مخيم رفح، مخيم النصيرات، مخيم البريج، مدينة رفح، قرية بيت لاهيا).
ومن أجل التذكير فإن النسبة الاحصائية للخطأ قد تصل الى 3% (زائد أو ناقص) ومستوى الثقة (المعنوي) بأن العينة العشوائية تمثل المجتمع تصل الى 95%.

2. منهجية البحث
من أجل الحصول على صورة واضحة وتفسير قيم للمعلومات الواردة في هذا الاستطلاع فإن عامل التوقيت وعوامل أخرى نفسية واقتصادية يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار . ونريد أن نذكر القارئ أن هناك نوعا من الغموض في الشارع الفلسطيني حول ماهية الانتخابات والتفاصيل المحيطة بما ورد في اتفاق اعلان المبادئ الفلسطيني - الاسرائيلي حولها . ومن أجل التعامل مع عدم دراية الكثيرين بهذا الموضوع، قام باحثو المركز بقراءة الجزء المتعلق بالانتخابات كما ورد في اتفاق إعلان المبادئ. وكذلك فإن عدم الدراية الكاملة بالتفاصيل لا يعني ابدا أن الفلسطينيين ليس لهم مواقف محددة حول مبدأ الانتخابات وغير ذلك من القضايا.
ومن الجدير هنا أن نتحدث عن بعض القضايا المنهجية التي قد يكون لها دور في نتائج هذا الاستطلاع. وقد تم اختيار الباحثين الميدانيين من خريجي الجامعات أو من العاملين في المجالات الاجتماعية والبحوث العلمية. وتتمتع غالبيتهم العظمى بخبرة ليست بقصيرة في مجال البحث الميداني. كذلك فقد تم اشراكهم في ورشات دراسية ناقشت طبيعة الاستبيان وأهدافه وأصول البحث العلمي والميداني. ومن أجل ضمان الموضوعية والصدق من قبل الباحثين، فإنهم لم يعملوا كأفراد، بل تم توزيعهم على مجموعات تضم على الاقل شخصا واحدا من العاملين في مركز البحوث أو منسقا معينا من قبل المركز. وكذلك فان باحثين من المركز قاموا بزيارات لبعض محطات البحث ، حيث جرت المقابلات. وتمت عملية التفريغ للبيانات بدقة متناهية وبوضوح تام، وبعد ترتيب مكثف وفحص دوري لعمل المفرغين. اضافة الى ذلك، فقد تم استخدام برنامج حاسوب احصائي (SPSS ) مكن الباحثين من استثناء اجابات غير ممكنة أو غير منطقية. وقد قامت مجموعة من العلماء الفلسطينيين بمراجعة الاستمارة واسئلتها والتأكد من تفاصيل اختيار العينة العشوائية.
ومع ذلك فإنه من المحتمل أن يكون هناك حدودا منهجية لمثل هذا الاستطلاع.
ومن مصادر الخطأ الممكنة ما يأتي:
- هناك مجموعة من المقابلات(تقدر ب 5% من حجم العينة الحالي) لم تتم بسبب عدم الاستجابة للاستطلاع وخصوصا في حالة النساء.
- ان الاماكن التي تمت فيها المقابلات قد لا تتناسب مع جميع افراد المجتمع(الكبار في السن والنساء).
- ان اختيار صيغة الاسئلة والتعبيرات المستخدمة قد يكون لها أثر في ماهية الاجابات المعطاة.
- قد يختار عدد قليل من الاشخاص اعطاء اجابات لا تعبر في الحقيقة عن آرائهم ووجهات نظرهم وذلك لاسباب خاصة. وقد يكون هذا صحيحا في حالة افراد مؤيدين لمجموعات المعارضة الفلسطينية. حيث أنه من الممكن أن يقوم البعض بتعريف أنفسهم على أنهم "مستقلين" أو" غير ذلك".
وينبغي هنا التذكير بأن آراء الناس هي من المرونة بمكان، وقد تتغير حسب المستجدات السياسية والظروف الاقتصادية.... المزيد