استطلاع فلسطيني-إسرائيلي مشترك 

بين الإسرائيليين أغلبية ضئيلة (52%) تعتقد أن على إسرائيل دفع أي ثمن تقريباً لعودة أسراها، وبين الفلسطينيين، لو أفرج عن مروان البرغوثي، فإنه يتفوق بهامش كبير في انتخابات رئاسية على إسماعيل هنية  

 

9-15 كانون أول (ديسمبر) 2009

 

هذه هي نتائج أحدث استطلاع مشترك للرأي العام أجراه في الفترة الواقعة ما بين 9-15 كانون أول (ديسمبر) 2009 كل من المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في رام الله ومعهد ترومان لأبحاث السلام في الجامعة العبرية.  

بعد حصول تطورات داخلية مهمة في إسرائيل والسلطة الفلسطينية، ركز استطلاعنا المشترك على هذه التطورات:

·   أعلن الرئيس محمود عباس قراره بعدم الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة ووجدنا أن 57% من الفلسطينيين يؤيدون و36% يعارضون هذا القرار. مع ذلك، فإن 58% يعتقدون أن الرئيس عباس سيتراجع عن قراره وسيترشح في نهاية المطاف في الانتخابات القادمة. لو كانت الانتخابات القادمة بين عباس وإسماعيل هنية، يحصل عباس على 54% وهنية على 38%، ولو كانت المنافسة بين مروان البرغوثي  وإسماعيل هنية يحصل البرغوثي على 67% وهنية على 28%.

·   في إسرائيل، 52% يعتقدون أن على إسرائيل دفع أي ثمن تقريباً لعودة أسراها لأن ذلك واجباً أخلاقياً عليها ولكن 35% يعتقدون أنه يتوجب على إسرائيل عدم إطلاق سراح "إرهابيين" قتلوا إسرائيليين في أعمال "إرهابية" داخل إسرائيل لأن ذلك سيشجع على القيام باختطافات وأعمال "إرهابية". 58% من الإسرائيليين يؤيدون و36% يعارضون إطلاق سراح إسرائيليين عرب قاموا بأعمال عنيفة داخل إسرائيل مقابل الإفراج عن جلعاد شاليط.

·        49% من الإسرائيليين يؤيدون و42% يعارضون قرار نتنياهو بتجميد للاستيطان لمدة عشرة أشهر لا يشمل القدس الشرقية.

·    بعد هذه التطورات وجدنا أن 44% من الإسرائيليين و38% من الفلسطينيين يعتقدون أن المواجهات المسلحة لن تتوقف وأن الطرفين لن يعودا للمفاوضات. 8% من الإسرائيليين و19% من الفلسطينيين يعتقدون أن المفاوضات ستستأنف قريباً وأن المواجهات ستتوقف. 38% من الإسرائيليين و37% من الفلسطينيين يتوقعون عودة المفاوضات ولكن مع استمرار بعض المواجهات المسلحة.

·   مع استمرار الولايات المتحدة في لعب دور في حل الصراع وجدنا أن 69% من الفلسطينيين و13% فقط من الإسرائيليين يعتقدون أن سياسة الرئيس أوباما منحازة لإسرائيل و37% من الإسرائيليين و3% من الفلسطينيين يعتقدون أن سياسته منحازة للفلسطينيين، و36% من الإسرائيليين و22% من الفلسطينيين يعتقدون أن سياسته مساندة للطرفين بشكل متساو.

  

بلغ حجم العينة في الجانب الفلسطيني 1200 شخصا تمت مقابلتهم وجها لوجه في 120 موقعا سكانيا تم اختيارها عشوائيا في الضفة الغربية وقطاع غزة في الفترة الواقعة ما بين  10-12 كانون أول (ديسمبر) 2009. بلغت نسبة الخطأ 3%. أما العينة الإسرائيلية فبلغت 604 تمت مقابلتهم من خلال الهاتف وذلك باللغات العبرية والعربية والروسية، وذلك في الفترة ما بين 9-15 كانون أول (ديسمبر) 2009، وبلغت نسبة الخطأ 4.5%.

تم إعداد الاستطلاع والإشراف عليه من قبل د.خليل الشقاقي أستاذ العلوم السياسية ومدير المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية ود. يعقوب شامير أستاذ الاتصالات بالجامعة العبرية. لمزيد من التفاصيل حول الاستطلاع الفلسطيني يمكن الاتصال بـ خليل الشقاقي أو وليد لدادوة (ت: 2964933-02) أو البريد الإلكتروني pcpsr@pcpsr.org. أما بالنسبة للاستطلاع الإسرائيلي فيمكن الاتصال بـ يعقوب شامير (ت: 036419429) أو البريد الإلكتروني jshamir@mscc.huji.ac.il.

 

النتائج الرئيسية للاستطلاع:

(1) السياسة الأمريكية تجاه الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي:

·   قمنا منذ انتخاب الإدراة الأمريكية الجديدة برئاسة باراك أوباما وتصاعد دروها في المنطقة بفحص مواقف الفلسطينيين والإسرائيليين من السياسة الأمريكية تجاه حل الصراع. أظهرت استطلاعاتنا السابقة وجود قلق إسرائيلي متزايد من تدخل أمريكي قوي لحل الصراع فيما كان الموقف الفلسطيني أكثر تقبلاً لهذا التدخل.

·   يظهر الاستطلاع الراهن أن 13% من الإسرائيليين و69% من الفلسطينيين يعتقدون أن سياسة أوباما منحازة أكثر لإسرائيل وأن 37% من الإسرائيليين و3% من الفلسطينيين يعتقدون أنها منحازة للفلسطينيين فيما تقول نسبة من 36% من الإسرائيليين و22% من الفلسطينيين أنها مؤيدة للطرفين بالتساوي. في استطلاعنا المشترك السابق في آب (أغسطس) الماضي وجدنا أن 12% من الإسرائيليين و64% من الفلسطينيين يعتقدون أن سياسة أوباما منحازة أكثر لإسرائيل فيما قالت نسبة من 40% من الإسرائيليين و7% من الفلسطينيين أنها منحازة للفلسطينيين وقالت نسبة من 38% من الإسرائيليين و23% من الفلسطينيين أنها مؤيدة للطرفين بالتساوي.

·   55% من الفلسطينيين يعتقدون و39% لا يعتقدون أن الولايات المتحدة قد تخلت عن مطالبة إسرائيل بتجميد كامل للاستيطان و68% من الفلسطينيين يعارضون و30% يؤيدون عودة غير مشروطة للمفاوضات كما تطالب الولايات المتحدة وقبل أن تقوم إسرائيل بتجميد كامل للاستيطان بما في ذلك في القدس الشرقية.

 

(2) تطورات داخلية إسرائيلية وفلسطينية:

·  أدى قرار نتنياهو بتجميد البناء في مستوطنات الضفة الغربية إلى ردود فعل غاضبة من المستوطنين والأحزاب السياسية اليمينية. لكن استطلاعنا يظهر أن 42% من الإسرائيليين يعارضون هذا التجميد وأن 49% يؤيدونه.

·    كذلك، فإن 58% من اٍلإسرائيليين يؤيدون و32% يعارضون إزالة "البؤر الاستيطانية غير الشرعية" في الضفة الغربية.

·  49% من الإسرائيليين يؤيدون و43% يعارضون تفكيك معظم المستوطنات في الضفة الغربية كجزء من عملية السلام مع الفلسطينيين. لكن التأييد لهذه الخطوة آخذ في التراجع منذ الانفصال عن قطاع غزة في آب (أغسطس) 2005.

·  ازدادت حدة الاعتراضات والرفض لإخلاء المستوطنين داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بعد قرار التجميد. فحص استطلاعنا مواقف الإسرائيليين من هذه المسألة ووجدنا أن 34% من الإسرائيليين يؤيدون و57% يعارضون رفض الجنود لإخلاء المستوطنين في الضفة الغربية.

·    كذلك وجدنا أن 27% فقط يؤيدون و66% يعارضون رفض الجنود للخدمة في الضفة الغربية.

·  تعتقد نسبة من 43% من الإسرائيليين أن الجنود الذين يرفضون الخدمة في المناطق المحتلة والذين يرفضون إخلاء المستوطنات يجب أن يعاقبوا بالتساوي. 19% يعتقدون بوجوب معاقبة الذين يرفضون الخدمة في المناطق المحتلة ولكن يجب عدم معاقبة الذين يرفضون إخلاء المستوطنات بينما تعتقد نسبة من 6% بوجوب معاقبة الذين يرفضون إخلاء المستوطنات ولكن يجب عدم معاقبة الذين يرفضون الخدمة في المناطق المحتلة. نسبة من 22% تعتقد بوجوب عدم معاقبة الطرفين الرافضين.

·  في الجانب الفلسطيني أظهر الاستطلاع أن 57% من الفلسطينيين يؤيدون قرار الرئيس محمود عباس عدم الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة بينما عارض ذلك القرار 36%. لكن 58% يعتقدون أن عباس سيسحب قراره وسيشارك في نهاية المطاف في الانتخابات القادمة. لو كانت الانتخابات الرئاسية المقبلة بين عباس وإسماعيل هنية يحصل الأول على 54% والثاني على 38% ولو كانت بين مروان البرغوثي وإسماعيل هنية يحصل الأول على 67% (مقارنة بـ 62% في آب/ أغسطس الماضي) ويحصل الثاني على 28% (مقارنة بـ 31% في آب/ أغسطس الماضي).

 

(3) الموقف من مسارات التفاوض:

(أ) المسار الفلسطيني-الإسرائيلي:

·   بعد أكثر من 40 سنة من الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة، 66% من الإسرائيليين و68% من الفلسطينيين يعتقدون أن فرص قيام دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل خلال السنوات الخمسة المقبلة منعدمة أو ضئيلة. 30% من الإسرائيليين و31% من الفلسطينيين يعتقدون أن الفرص عالية أو متوسطة. هذه النتائج مشابهة لتلك التي حصلنا عليها قبل أربعة أشهر.

·   كذلك، فإن 65% من الإسرائيليين و67% من الفلسطينيين يعتقدون أنه من المستحيل هذه الأيام التوصل لتسوية دائمة للصراع و32% من الطرفين يعتقدون أن التسوية الدائمة ممكنة.

·   64% من الفلسطينيين و73% من الإسرائيليين يعتقدون أن أفضل حل للصراع هو إقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل، أي حل الدولتين. في المقابل تعتقد نسبة من 20% من الفلسطينيين و9% من الإسرائيليين أن أفضل حل هو إقامة دولة واحدة للشعبين.

·   57% من الإسرائيليين يؤيدون و35% يعارضون اعترافاً متبادلاً بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي وفلسطين كدولة للشعب الفلسطيني بعد إقامة دولة فلسطينية وتسوية كافة قضايا الصراع بما في ذلك اللاجئين والقدس. أما بين الفلسطينيين فتبلغ نسبة التأييد لهذا الاعتراف المتبادل 53% والمعارضة 46%. في آب (أغسطس) الماضي بلغت نسبة التأييد بين الإسرائيليين 64% والمعارضة 31% وبين الفلسطينيين بلغت نسبة التأييد 49% والمعارضة 49%.

 

(ب) المبادرة السعودية:

·    57% من الإسرائيليين يعارضون و36% يؤيدون المبادرة السعودية التي تدعو لاعتراف بإسرائيل وتطبيع للعلاقات معها بعد أن تنهي احتلالها للأراضي العربية التي احتلتها عام 1967 وبعد قيام دولة فلسطينية. تدعو المبادرة إسرائيل للانسحاب من كافة الأراضي التي احتلتها عام 1967 بما في ذلك  الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس وهضبة الجولان وقيام دولة فلسطينية. يتم حل مشكلة اللاجئين من خلال المفاوضات للتوصل لتسوية عادلة ومتفق عليها حسب قرار الأمم المتحدة 194. في المقابل، تعترف كافة الدول العربية بإسرائيل وحقها في حدود آمنة وتوقع معها اتفاقات سلام وتقيم علاقات دبلوماسية طبيعية معها. في آب أغسطس الماضي عارضت نسبة من 54% من الإسرائيليين هذه المبادرة وأيدتها نسبة من 40%. أما بين الفلسطينيين فتبلغ نسبة تأييد المبادرة اليوم 68% والمعارضة 30% وكانت هذه النسب قد بلغت في آب (أغسطس) الماضي 64% و34% على التوالي.

 

 (4) إدارة الصراع والإحساس بالتهديد:

· 53% من الإسرائيليين يؤيدون و42% يعارضون إجراء محادثات مع حماس إذا كان ذلك ضرورياً للتوصل لحل وسط مع الفلسطينيين. وكانت نسبة التأييد قد بلغت 52% والمعارضة 44% في آب (أغسطس) الماضي.

· أغلبية كبيرة تبلغ 66% تؤيد و27% تعارض إجراء محادثات مع حكومة وحدة وطنية فلسطينية مكونة من فتح وحماس معاً فيما لو تم تشكيل حكومة كهذه. في آب (أغسطس) الماضي بلغت نسبة التأييد 66% والمعارضة 30%.

· 17% من الفلسطينيين و32% من الإسرائيليين يعتقدون أن إسرائيل ستوافق في المستقبل على تجميد كامل للاستيطان بما في ذلك في القدس الشرقية. 81% من الفلسطينيين و59% من الإسرائيليين لا يعتقدون ذلك.

·  58% من الإسرائيليين يؤيدون و36% يعارضون إطلاق سراح إسرائيليين عرب قاموا بأعمال مسلحة ضد إسرائيل مقابل إطلاق سراح جلعاد شاليط. في آب (أغسطس) الماضي أيدت ذلك نسبة من 63% وعارضته نسبة من 27%.

· 52% من الإسرائيليين يعتقدون أن على إسرائيل دفع أي ثمن تقريباً لإعادة أسراها لأهلهم حيث أن ذلك بنظرهم واجب أخلاقي على الدولة التي أرسلتهم للحرب. 35% يعتقدون أنه يتوجب على إسرائيل عدم إطلاق سراح "إرهابيين" قاموا بقتل إسرائيليين في "أعمال إرهابية" داخل إسرائيل حيث أن ذلك بنظرهم يشجع على القيام باختطافات وأعمال "إرهابية" أخرى.

· بين الإسرائيليين تقول نسبة من 57% أنها قلقة أن تتعرض هي وعائلاتها في حياتها اليومية للأذى على أيدي فلسطينيين وذلك مقارنة مع 50% في آب (أغسطس) الماضي. أما بين الفلسطينيين فإن نسبة من 77% قلقون أو قلقون جداً أن يتعرضوا هم أو أحد أفراد أسرهم في حياتهم اليومية للأذى على أيدي إسرائيليين أو أن تتعرض أرضهم للمصادرة أو بيوتهم للهدم و23% غير قلقين. مع ذلك، فإن نسبة من 36% فقط من الفلسطينيين تقول أنها تشعر أن أمنها وسلامتها الشخصية والعائلية غير مضمونة وذلك مقارنة مع 40% في آب (أغسطس) الماضي مما يعني تعزز الإحساس بالأمن والسلامة في الضفة الغربية وقطاع غزة.

· 14% من الإسرائيليين يعتقدون أن هدف الفلسطينيين على المدى البعيد هو استعادة بعض المناطق المحتلة منذ عام 1967 و26% يعتقدون أن هدفهم هو استعادة كافة المناطق المحتلة و14% يعتقدون أن هدفهم هو احتلال دولة إسرائيل، و40% يعتقدون أن هدفهم هو احتلال دولة إسرائيل وتدمير سكانها اليهود.  كذلك لا يثق الفلسطينيون بنوايا الإسرائيليين على المدى البعيد: 12% فقط يعتقدون أن إسرائيل تريد تحقيق أمنها والانسحاب من كافة المناطق المحتلة منذ عام 1967 و11% يعتقدون أن هدفها هو ضمان أمنها والانسحاب من أجزاء من المناطق المحتلة، و23% يعتقدون أن إسرائيل تخطط لضم الضفة الغربية ولكن بدون إعطاء سكانها حقوقهم السياسية و53% يعتقدون أن هدف إسرائيل هو ضم الضفة الغربية وتوسيع حدود إسرائيل حتى نهر الأردن وطرد سكانها الفلسطينيين. أما بالنسبة لأهدافهم الخاصة بهم، فإن حوالي نصف الفلسطينيين (49%) يعتقدون أن هدف الفلسطينيين هو التوصل لاتفاق سلام مع إسرائيل لإقامة دولة فلسطينية في الضفة والقطاع وعاصمتها القدس الشرقية فيما تعتقد نسبة من 10% أن الهدف هو إجبار إسرائيل على الانسحاب بالقوة والعودة لحدود 1967بدون اتفاق سلام و16% يعتقدون أن هدفهم هو استعادة كل فلسطين من النهر إلى البحر للسيادة الفلسطينية بالقوة المسلحة وتقول نسبة من 23% أن هدف الفلسطينيين هو تدمير إسرائيل والقضاء على شعبها اليهودي. أما بين الإسرائيليين فإن الأغلبية (54%) تعتقد أن هدف إسرائيل على المدى البعيد هو ضمان أمنها والانسحاب من جزء من المناطق المحتلة منذ عام 1967 و10% يعتقدون أن هدفها هو ضمان أمنها والانسحاب من كافة المناطق المحتلة و8% يعتقدون أن هدف إسرائيل على المدى البعيد هو ضم الضفة الغربية ولكن بدون إعطاء سكانها الفلسطينيين حقوقهم السياسية و15% يعتقدون أن هدفها هو الوصول لحدود إسرائيل الكبرى وطرد سكانها الفلسطينيين. تؤكد هذه النتائج على وجود صور متعارضة لدى الطرفين تشوه صورة الطرف الآخر لديها وتشكل عقبه في الطريق إلى السلام.