استطلاع فلسطيني-إسرائيلي مشترك 

معارضة إسرائيلية قوية لاتفاق لوقف إطلاق النار مع حماس إذا لم يشمل إطلاق سراح جلعاد شاليط ومعارضة فلسطينية قوية لاتفاق لا يشمل الضفة الغربية أو لا يفتح معبر رفح فوراً 

 27 أيار (مايو) و7 حزيران (يونيو) 2008

 

هذه هي نتائج أحدث استطلاع مشترك للرأي العام أجراه في الفترة الواقعة ما بين 27أيار (مايو) و7 حزيران (يونيو) 2008 كل من  المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في رام الله ومعهد ترومان لأبحاث السلام في الجامعة العبرية.

الجمهور الإسرائيلي منقسم إلى نصفين بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار يشمل الإفراج عن الجندي جلعاد شاليط وتقوم بموجبه حماس بإيقاف كافة الهجمات المسلحة وصواريخ القسام من قطاع غزة فيما توقف إسرائيل عملياتها العسكرية في قطاع غزة وتزيل الإغلاق حيث يعارض ذلك 50% ويؤيده 47%. ترتفع نسبة المعارضة لتصل إلى 68% إذا لم يشمل الاتفاق إطلاق سراح الجندي جلعاد شاليت. أما بين الفلسطينيين فإن 78% يؤيدون وقف إطلاق النار بين حماس  وإسرائيل، لكن نسبة التأييد تهبط بحدة لتصل إلى 20% إذا لم يشمل وقف إطلاق النار الضفة الغربية أو إذا لم يشمل فتح فوري لمعبر رفح مع مصر.

قام الاستطلاع المشترك أيضاً بفحص تقديرات الإسرائيليين والفلسطينيين لقنوات المفاوضات المجتمعة بما في ذلك المسار الفلسطيني-الإسرائيلي والمسار الإسرائيلي- السوري والمبادرة السعودية. تظهر النتائج تشدداً في مواقف الإسرائيليين من إعادة هضبة الجولان مقابل سلام كامل مع سوريا: 67% يعارضون اتفاقاً كهذا مقابل 56% في آذار (مارس) الماضي. كما تظهر النتائج هبوطاً ملموساً في تأييد الإسرائيليين لتقديم تنازلات للفلسطينيين مثل تلك الواردة في مبادىء وأفكار كلينتون وفي مفاوضات طابا. شكلت هذه الأفكار الإطار الأكثر واقعية لأي اتفاق دائم بين إسرائيل والفلسطينيين. لأول مرة منذ كانون أول (ديسمبر 2003) تنخفض نسبة التأييد لرزمة تسوية على غرار هذه الأفكار لأقل من 50% حيث تصل اليوم 49% بينما كانت هذه النسبة قد وصلت في السابق إلى 64%. أما بين الفلسطينيين، فتشير النتائج إلى أن الثلثين يعتقدون أن تقدماً في المسار السوري الإسرائيلي أو التوصل إلى اتفاق سلام بين الطرفين سيكون له آثار إيجابية على نجاح المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية أو لن يكون له تأثير عليها. أما التأييد بين الفلسطينيين لتسوية على غرار أفكار كلينتون وطابا فيبقى مستقراً على 46%.كذلك فإن ازدياد الحديث مؤخراً بين الفلسطينيين لصالح حل الدولة الواحدة لم يترك أثراً مهماً على الرأي العام الفلسطيني حيث يؤيد هذا الحل 27% فقط بينما تفضل الأغلبية (58%) حل الدولتين.

شهدت الأسابيع السابقة للاستطلاع تطورات سياسية مهمة في إسرائيل بما في ذلك شهادة تالانسكي ومطالبة باراك لأولمرت بالابتعاد عن القرار السياسي. بدأت عملية جمع البيانات في إسرائيل فور ظهور فضيحة تالانسكي ولهذا فإنها تعكس ثقل هذه القضية. أما تصريح براك فجاء في منتصف عملية جمع البيانات ولهذا فإن هذه البيانات لا تعكس الثقل الكامل لهذا التصريح. يمكن تفسير الهبوط في استعداد الإسرائيليين لتقديم تنازلات للفلسطينيين ولسوريا بأنه نتيجة لتخبط الرأي العام الإسرائيلي وخيبة أمله من قادته وكردة فعل على فقدان أولمرت للشرعية في إجراء مفاوضات على قضايا شديدة الحساسية والأهمية في الوقت الذي يخضع فيه لتحقيق شرطي.

بلغ حجم العينة في الجانب الفلسطيني 1270 شخصا تمت مقابلتهم وجها لوجه في 127 موقعا سكانيا تم اختيارها عشوائيا في الضفة الغربية وقطاع غزة في الفترة الواقعة ما بين 5-7 حزيران (يونيو)  2008. بلغت نسبة الخطأ 3%. أما العينة الإسرائيلية فبلغت 1006 شخصاً تمت مقابلتهم من خلال الهاتف وذلك باللغات العبرية والعربية والروسية، وذلك في الفترة ما بين 27أيار (مايو) و7 حزيران (يونيو) 2008، وبلغت نسبة الخطأ 3%.

تم إعداد الاستطلاع والإشراف عليه من قبل د.خليل الشقاقي أستاذ العلوم السياسية ومدير المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية ود. يعقوب شامير أستاذ الاتصالات بالجامعة العبرية. لمزيد من التفاصيل حول الاستطلاع الفلسطيني يمكن الاتصال بـ خليل الشقاقي أو وليد لدادوة (ت: 2964933-02) أو البريد الإلكتروني pcpsr@pcpsr.org. أما بالنسبة للاستطلاع الإسرائيلي فيمكن الاتصال بـ يعقوب شامير (ت: 036419429) أو البريد الإلكتروني jshamir@mscc.huji.ac.il.

 

النتائج الرئيسية للاستطلاع:

(1)   مسارات التفاوض الراهنة:

·  من بين كافة المسارات التفاوضية الراهنة تعتقد نسبة من 24% من الإسرائيليين أن المسار الفلسطيني ينبغي أن يكون المفضل لدى إسرائيل و20% يعتقدون أن المبادرة السعودية أو العربية التي تعرض اتفاق سلام شامل مع كافة الدول العربية مقابل إعادة كافة الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967 هي المسار الذي ينبغي أن يكون المفضل لدى إسرائيل، و12% فقط يعتقدون أن اتفاق سلام كامل وتطبيع للعلاقات مع سوريا مقابل إعادة هضبة الجولان هو المسار الذي ينبغي لإسرائيل تفضيله. 32% يعتقدون أن كافة هذه المسارات ينبغي عدم تفضيلها ونسبة من 2% فقط تعتقد ضرورة تفضيل كافة المسارات.

·  عند سؤال الإسرائيليين عن المسار الواعد أكثر من غيره، 25% اعتقدوا أنه المسار الفلسطيني و16% اعتقدوا أنه المسار السوري و17% اعتقدوا أنه الخيار السعودي، لكن 30% يعتقدون أن كافة هذه الخيارات ليست واعدة. تشير هذه النتائج إلى عمق الإحساس الإسرائيلي بخيبة الأمل من الخيارات الدبلوماسية الحالية.

·  أما بالنسبة لتأييد مبادرات سلام محددة، فإن النتائج تشير إلى انخفاض ملموس بين الإسرائيليين واستقرار بين الفلسطينيين. ينخفض التأييد بين الإسرائيليين لرزمة تسوية دائمة على غرار أفكار كلينتون لأقل من 50% لأول مرة منذ ديسمبر 2003. 49% من الإسرائيليين يؤيدون تسوية كهذه مقارنة مع تأييد من الأغلبية في الاستطلاعات الأربعة السابقة خلال الأعوام بين 2005 و2007. أما بين الفلسطينيين فبقيت نسبة تأييد اتفاق كهذا مستقرة حيث تبلغ اليوم 46% مقارنة مع 47% في كانون أول (ديسمبر) الماضي. أما المعارضة لهذه التسوية بين الفلسطينيين فتبلغ 52% مقارنة مع 49% في ديسمبر الماضي.

·  67% من الإسرائيليين يعارضون انسحاباً كاملاً من هضبة الجولان مقابل سلام كامل مع سوريا و22% يؤيدون ذلك. تشكل هذه النتائج ازدياداً هاما في نسبة المعارضة لإعادة الجولان لسوريا مقارنة مع استطلاعنا السابق في آذار (مارس) الماضي حيث بلغت المعارضة آنذاك 56% والتأييد 25%. لو التزمت سوريا في اتفاق سلام بالانفصال عن إيران وبوقف الدعم لحزب الله وحماس، فإن التأييد يرتفع هامشياً ليصل إلى 27%. في هذا المجال، تعتقد نسبة من 32% من الفلسطينيين أنه لو حصل تقدم في المسار السوري-الإسرائيلي أو لو تم التوصل لاتفاق سلام بين الطرفين فإن ذلك سيدعم جهود التوصل لسلام فلسطيني-إسرائيلي فيما تقول نسبة من 26% أن ذلك سيشكل عقبة أمام نجاح المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية وتقول نسبة من 35% أن ذلك لن يترك أثراً على هذه المفاوضات.

·  57% من الإسرائيليين يعارضون و39% يؤيدون المبادرة السعودية التي تنادي باعتراف عربي بإسرائيل وبتطبيع للعلاقات معها بعد إنهاء احتلالها للأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967 وبعد قيام دولة فلسطينية. لم يحدث تغيير على هذه النتائج منذ آذار (مارس) الماضي. تبلغ نسبة تأييد المبادرة السعودية بين الفلسطينيين 67% والمعارضة 28%.

·  يبدو أن قضية تالانسكي قد جردت أولمرت من أية شرعية متبقية لدية للتفاوض حول اتفاقات سلام. تقول نسبة من 64% من الإسرائيليين أنه من غير المناسب لأولمرت الاستمرار في مفاوضات سلام بينما هو يخضع لتحقيق شرطي. لكن نسبة من 32% تعتقد أنه يمكن له الاستمرار في التفاوض في ظل هذه الظروف. كما تشير  النتائج إلى أن 32% فقط من الجمهور الإسرائيلي تعتقد أن قضية تالانسكي هي محاولة من اليمين في إسرائيل لإيقاف مفاوضات أولمرت الهادفة للتوصل لاتفاقات سلام فيما لا تعتقد نسبة من 54% بذلك و13% لا رأي لهم أو لا يعرفون.

·  55% من الإسرائيليين يعتقدون أن الاجتماعات بين محمود عباس وإيهود أولمرت ليست مفيدة وينبغي إيقافها فيما ترى نسبة من 36% ضرورة استمرارها. أما بين الفلسطينيين فإن خيبة الأمل أعظم حيث ترى نسبة كبيرة تبلغ 68% أن هذه الاجتماعات غير مفيدة وينبغي إيقافها وترى نسبة من 27% أن الاجتماعات مفيدة وينبغي استمرارها.

·  50% من الإسرائيليين يعارضون اتفاقاً لوقف إطلاق النار مع حماس بحيث تتوقف الهجمات المسلحة وإطلاق صواريخ القسام من قطاع غزة فيما تقوم إسرائيل بإيقاف عملياتها العسكرية في قطاع غزة وترفع الإغلاق عنه. تؤيد نسبة من 47% من الإسرائيليين وقف إطلاق النار هذا لكن نسبة المعارضة له ترتفع لتصل إلى 68% إذا لم يتضمن الاتفاق إطلاق سراح الجندي جلعاد شاليط. أما بين الفلسطينيين فإن 78% يؤيدون وقف إطلاق النار مع إسرائيل لكن التأييد ينخفض بقوة إلى 23% فقط إذا اقتصر وقف إطلاق النار على قطاع غزة فقط ولم يشمل الضفة الغربية. كذلك ينخفض التأييد بشكل أكبر ليصل إلى 20% فقط إذا لم يشمل وقف إطلاق النار الفتح الفوري للمعابر وخاصة لمعبر رفح.

·  نسبة من 47% من الإسرائيليين تؤيد و51% تعارض إجراء محادثات مع حماس إذ كان ذلك ضرورياً للتوصل لتسوية مع الفلسطينيين. لكن أغلبية إسرائيلية تصل إلى 62% تؤيد ونسبة 35% تعارض إجراء محادثات مع حكومة وحدة وطنية تتشكل من حماس وفتح معاً لو تم فعلاً تشكيل حكومة كهذه. أما بين الفلسطينيين فإن أغلبية تصل إلى 60% تعتقد أن على حماس التفاوض مع إسرائيل إذا وافقت إسرائيل على التفاوض معها فيما تعارض نسبة من 35% إجراء مفاوضات كهذه.

·  كذلك تشير النتائج إلى أن 43% من الإسرائيليين يؤيدون و52% يعارضون إطلاق سراح موران البروغوثي من السجن والتفاوض معه إذا كان ذلك ضرورياً للتوصل لاتفاق. 28% من الإسرائيليين يعتقدون أن فرص التوصل لاتفاق أكبر لو كانت المفاوضات تجري مع البرغوثي فيما ترى نسبة أكبر (36%) أن المفاوضات مع أبو مازن أكثر قدرة على النجاح، و4% يعتقدون أن فرص النجاح متشابهة مع الاثنين، فيما تعتقد نسبة من 26% أن فرص النجاح غير متوفرة مع الاثنين. أما بين الفلسطينيين فإن 31% يعتقدون أن أبو مازن أكثر قدرة من البرغوثي على دفع إسرائيل لتقديم تنازلات أكثر للفلسطينيين في المفاوضات فيما ترى نسبة من 28% أن البرغوثي أكثر قدرة على القيام بذلك. نسبة 11% تعتقد أن الاثنين يتمتعان بنفس القدرة و25% يعتقدون أن الاثنين لا يمتلكان القدرة على القيام بذلك.

·  67% من الإسرائيليين يؤيدون و29% يعارضون اعترافاً متبادلاً بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي وفلسطين كدولة للشعب الفلسطيني كجزء من اتفاقية للحل الدائم. أما بين الفلسطينيين  فتؤيد هذا الاعتراف المتبادل نسبة من 56% وتعارضه نسبة من 43%. هذه هي نفس النتائج التي حصلنا عليها من الطرفين في آذار (مارس) الماضي.

·  69% من الإسرائيليين و66% من الفلسطينيين يعتقدون بأن فرص قيام دولة فلسطينية خلال السنوات القادمة ضئيلة أو منعدمة فيما ترى نسبة من 28% من الإسرائيليين و30% من الفلسطينيين أن الفرصة متوسطة أو عالية. وبالرغم من أن نسبة أكبر قليلاً تعتقد أن تحقيق حل الدولة الواحدة أكثر صعوبة من تحقيق حل الدولتين فإن نسبة كبيرة من الفلسطينيين تصل إلى 58% تفضل حل الدولتين ونسبة من 27% فقط تؤيد حل الدولة الواحدة. تم تقديم حل الدولة الواحدة على أنه يعني توحيد إسرائيل مع الضفة الغربية وقطاع غزة لتشكيل دولة واحدة يتمتع فيها الفلسطينيون العرب والإسرائيليون اليهود بالمساواة. أما حل الدولتين فتم تقديمه على أنه يشتمل على قيام دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل.

 

(2)   الإحساس بالتهديد وتأييد العنف:

·  بين الإسرائيليين تبلغ نسبة القلق على السلامة الشخصية وسلامة العائلة من الأذى على يد العرب في الحياة اليومية 63% مقارنة مع نسبة بلغت 74% قبل ثلاثة شهور بعد حصول الهجوم المسلح على المدرسة الدينية في القدس. أما بين الفلسطينيين فإن نسبة من 56% تقول أن أمنها وسلامتها الشخصية والعائلية غير مضمونة وذلك مقارنة مع نسبة بلغت 63% قبل ثلاثة شهور بعد العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة والتي أسفرت عن سقوط أكثر من 130 فلسطينياً.

·  مع انخفاض الأحساس بالتهديد بين الفلسطينيين تنخفض نسبة تأييد العمليات المسلحة ضد أهداف إسرائيلية داخل إسرائيل من 67% في آذار (مارس) الماضي إلى 55% في هذا الاستطلاع. كذلك تنخفض خلال نفس الفترة نسبة تأييد إطلاق الصورايخ من قطاع غزة ضد مدن وبلدات إسرائيلية مثل سديروت وعسقلان من 64% إلى 57%.

·  أما بين الإسرائيليين فإن نسبة من 29% ترى أن على إسرائيل إعادة احتلال قطاع غزة والبقاء فيه إذا استمر ضرب التجمعات الإسرائيلية بالصورايخ من قطاع غزة وهي نفس النسبة التي حصلنا عليها في آذار (مارس) الماضي. 43% يعتقدون أن على إسرائيل القيام بعمليات محدودة ضد مطلقي الصواريخ ثم الانسحاب من القطاع وذلك مقارنة مع نسبة بلغت 41% في آذار (مارس) الماضي. نسبة من 22% (مقارنة مع 27% في آذار/ مارس الماضي) تعتقد أن على إسرائيل  استخدام وسائل دبلوماسية بدرجة رئيسية بدلاً من القيام بخطوات عسكرية.