استطلاع فلسطيني-إسرائيلي مشترك ما قبل الانتخابات - كانون ثاني (يناير) 2005

استطلاع فلسطيني-إسرائيلي مشترك  

في مرحلة ما بعد عرفات، الفلسطينيون والإسرائيليون أكثر استعداداً لقبول تسوية حل وسط: لأول مرة أغلبية في الطرفين تقبل تسوية الحل الدائم التي اقترحها الرئيس الأمريكي السابق كلينتون

أجرى المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية (رام الله) ومعهد ترومان لأبحاث السلام في الجامعة العبرية استطلاعاً مشتركاً للرأي العام الفلسطيني والإسرائيلي. تم إعداد الاستطلاع والإشراف عليه من قبل د. يعقوب شامير أستاذ الاتصالات بالجامعة العبرية، ود.خليل الشقاقي أستاذ العلوم السياسية ومدير المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية. طرح الاستطلاعان أسئلة متطابقة على عينة من 1319 فلسطينياً في 120 موقعاً سكنياً في الضفة الغربية وقطاع غزة (بما في ذلك القدس الشرقية) وذلك في مقابلات وجهاً لوجه وكانت نسبة الخطأ 3%. وتم إجراء المقابلات بين30-31 كانون أول (ديسمبر) 2004. أما العينة الإسرائيلية فكانت ممثلة للجمهور الإسرائيلي وشملت 501 شخصاً، وتمت المقابلات من خلال التليفون وكانت نسبة الخطأ 4%. أجريت المقابلات ما بين 9-10 كانون ثاني (يناير) 2005. 

يستعرض الملخص التالي النتائج الرئيسية للاستطلاعين. لمزيد من التفاصيل حول الاستطلاع الفلسطيني يمكن الاتصال بـ خليل الشقاقي (ت: 2964933-02) أو البريد الإلكتروني kshikaki@pcpsr.org . أما بالنسبة للاستطلاع الإسرائيلي فيمكن الاتصال بـ يعقوب شامير(ت:3870-429-202) أو البريد الإلكتروني jshamir@usip.org 

ملخص النتائج:

استهدف هذا الاستطلاع المشترك فحص إمكانية وجود تغييرات في الرأي العام الفلسطيني-الإسرائيلي بعد رحيل الرئيس عرفات وذلك تجاه قضايا الحل الدائم الستة الرئيسية: (1) الحدود النهائية وتبادل الأراضي (2) اللاجئون (3) القدس (4) الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح (5) الترتيبات الأمنية (6) ونهاية الصراع. وكنا قد قمنا في ديسمبر 2003 بإجراء استطلاع مشابه أو مطابق لهذا الاستطلاع، لكننا في ذلك الوقت عرضنا هذه البنود على أنها تشكل العناصر الأساسية لمبادرة جنيف التي كانت مطروحة  آنذاك على الرأي العام الفلسطيني والإسرائيلي. أما في هذا الاستطلاع فلا توجد إشارة لمبادرة جنيف وقدمت البنود على أنها عناصر تسوية دائمة ممكنة.  كما قام الاستطلاع بالعودة إلى سؤال طرحناه على الطرفين في يونيو (حزيران) 2003 حول استعداد الرأي العام لقبول تسوية سياسية تشمل اعترافاً متبادلاً بفلسطين كدولة للشعب الفلسطيني وإسرائيل كدولة للشعب اليهودي. تظهر النتائج حصول تحول كبير نحو المواقف الحمائمية بين الإسرائيليين والفلسطينيين مقارنة بالوضع السائد قبل سنة وقبل سنة ونصف. هذه هي النتائج الرئيسية:

(1)  الحدود النهائية وتبادل الأراضي:

بين الفلسطينيين:63% يؤيدون أو يؤيدون بشدة و35% يعارضون أو يعارضون بشدة انسحاب إسرائيل من كامل قطاع غزة وإخلاء جميع المستوطنات في القطاع. أما في الضفة الغربية فتنسحب إسرائيل وتخلي المستوطنات من كافة مناطقها المحتلة منذ عام 1967 ما عدا بعض المناطق الاستيطانية التي تبلغ أقل من 3% من الضفة حيت يتم تبادل أراضٍ مع إسرائيل تنقل بموجبه مساحة مماثلة من إسرائيل لفلسطين وذلك حسب خريطة قدمت للمستطلعين. كانت هذه الخريطة مطابقة لخريطة قدمت للمستطلعين في استطلاع ديسمبر 2003. في ذلك الوقت أيد هذا الحل 57% وعارضه 41%.

بين الإسرائيليين: 55% يؤيدون و43% يعارضون قيام دولة فلسطينية في كل الضفة الغربية وقطاع غزة ما عدا عدة كتل استيطانية كبيرة في مساحة تبلغ 3% من الضفة الغربية يتم ضمها لإسرائيل. في المقابل يحصل الطرف الفلسطيني على مناطق من إسرائيل ذات حجم مشابه على حدود قطاع غزة. أيد 47% من الإسرائيليين هذه التسوية وعارضها 50% في ديسمبر 2003.

(2)  اللاجئون:

بين الفلسطينيين: 46% يؤيدون و50% يعارضون تسوية يتم فيها حل مشكلة اللاجئين بإقرار الطرفين بأن الحل سيتم على أساس قراري الأمم المتحدة رقم 194 ورقم 242. يعطى اللاجئون خمسة خيارات للإقامة الدائمة هي (1) دولة فلسطين، (2) والمناطق في إسرائيل التي يتم نقلها لدولة فلسطين في تبادل الأراضي، (3) ولا يكون هناك قيود على عودة اللاجئين لهاتين المنطقتين. (4) أما المناطق الثلاث الأخرى فتكون الإقامة فيها خاضعة لقرار من دولها وهي: دول أخرى في العالم تبدي استعداداً لقبول اللاجئين، ودولة إسرائيل، والدول المضيفة. (5)يكون عدد اللاجئين الذي يعودون إلى إسرائيل مبنياً على أساس متوسط عدد اللاجئين الذي يتم قبولهم في مناطق أخرى مثل استراليا وكندا وأوروبا وغيرها. ويحق للاجئين كافة الحصول على تعويض عن لجوئهم وعن فقدانهم للممتلكات. حصلت هذه التسوية على تأييد 25% ومعارضة 72% في استطلاع ديسمبر 2003.

بين الإسرائيليين: 44% يؤيدون هذه التسوية وذلك مقارنة مع 35% كانوا قد أيدوها في ديسمبر 2003.

(3)  القدس:

بين الفلسطينيين: 44% يؤيدون و54% يعارضون تسوية لقضية القدس بحيث تكون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين وتصبح الأحياء العربية تحت السيادة الفلسطينية والأحياء اليهودية تحت السيادة الإسرائيلية وتصبح البلدة القديمة بما في ذلك الحرم الشريف تحت السيادة الفلسطينية ما عدا الحي اليهودي وحائظ المبكى التي تصبح تحت السيادة الإسرائيلية. حصلت هذه التسوية على تأييد 46% ومعارضة 52% في ديسمبر 2003.

بين الإسرائيليين: 39% فقط يؤيدون و60% يعارضون هذه الترتيبات التي تخضع فيها الأحياء العربية في القدس بما في ذلك البلدة القديمة والحرم الشريف (جبل الهيكل) للسيادة الفلسطينية، والتي تخضع فيها الأحياء اليهودية بما في ذلك الحي اليهودي وحائط المبكى للسيادة الإسرائيلية وتصبح القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية والقدس الغربية عاصمة لإسرائيل. أيد 41% هذه الترتيبات وعارضها 57% في ديسمبر 2003.

(4)  دولة فلسطينية بدون جيش:

بين الفلسطينيين: 27% يؤيدون و61% يعارضون قيام دولة فلسطينية مستقلة في المناطق التي تنسحب منها إسرائيل في الضفة والقطاع ولا يكون لدى دولة فلسطين جيش ولكن تحتفظ بقوات أمن قوية وتقوم قوات دولية متعددة الجنسيات بحماية سلامة وأمن دولة فلسطين، ويقوم الطرفان بالالتزام بإيقاف كافة أشكال العنف ضد بعضهما. حصلت هذه التسوية على تأييد 36% ومعارضة 63% في استطلاع ديسمبر 2003.

بين الإسرائيليين: 68% يؤيدون و30% يعارضون هذه الترتيبات وذلك مقارنة مع نسبة تأييد بلغت 61% ومعارضة 38% في ديسمبر 2003.

(5)  ترتيبات أمنية:

بين الفلسطينيين: 53% يؤيدون و45% يعارضون تسوية يكون فيها للدولة الفلسطينية سيادة على أرضها ومياهها الإقليمية وسمائها، لكن يسمح لإسرائيل باستخدام المجال الجوي الفلسطيني لأغراض التدريب، كما تحتفظ إسرائيل بمحطتي رادار للإنذار المبكر في الضفة الغربية لمدة 15 سنة، وتبقى قوات دولية متعددة الجنسيات في الدولة الفلسطينية لفترة زمنية غير مقيدة بحيث تكون مهمة القوات الدولية هي ضمان تنفيذ الاتفاق ومراقبة الحدود البرية والبحرية للدولة الفلسطينية بما في ذلك التواجد في المعابر الحدودية الفلسطينية. حصلت هذه التسوية على تأييد 23% ومعارضة 76% في استطلاع ديسمبر 2003.

بين الإسرائيليين: 61% يؤيدون و37% يعارضون هذه الترتيبات وذلك مقارنة مع نسبة تأييد بلغت 50% ومعارضة 46% في ديسمبر 2003.

(6)  نهاية الصراع:

بين الفلسطينيين: 69% يؤيدون و29% يعارضون تسوية تشترط أنه عند الانتهاء من تنفيذ اتفاقية الحل الدائم فإن ذلك يعني تسوية جميع مطالب الطرفين وإنهاء الصراع ولا يجوز لأي طرف التقدم بمطالب إضافية ويقر الطرفان بأن فلسطين وإسرائيل هما وطني شعبيهما. حصلت هذه التسوية على تأييد 42% ومعارضة 55% في استطلاع ديسمبر 2003.

بين الإسرائيليين: 76% يؤيدون و23% يعارضون هذا البند في تسوية الحل الدائم. وكانت نسبة التأييد له في ديسمبر 2003 قد بلغت 66% وعارضته نسبة 33%.

مجمل  البنود مجتمعة رزمة واحدة:

بين الفلسطينيين:  54% يؤيدون و44% يعارضون مجمل البنود مجتمعة كتسوية شاملة للحل الدائم. وكانت نسبة التأييد لمجمل البنود مجتمعة قد بلغت في ديسمبر 2003، 39% فقط فيما عارضها آنذاك 58%. وكانت هذه البنود قد قدمت في ذلك الوقت على أنها بنود من خطة جنيف.

بين الإسرائيليين: 64% يؤيدون و33% يعارضون مجمل البنود مجتمعة كرزمة واحدة. في ديسمبر 2003 بلغت نسبة التأييد 47% والمعارضة 49% عند عرضها كرزمة في سياق تسوية جنيف.

إن الفرق الرئيسي بين الصياغة المقدمة في ديسمبر 2003 وتلك المقدمة الآن هو أنه بينما أشارت الصياغة السابقة إلى أن الرزمة تشكل ملخصاً لمبادرة جنيف فإن الصياغة الجديدة لم تشر إلى ذلك. إضافة لذلك، فإننا عند تقديم البنود الستة في الاستطلاع المشترك الراهن، قمنا بدمج الأجزاء المتعلقة بالقوة متعددة الجنسيات (التي قدمت في ديسمبر 2003 كبند مستقل) في البندين المتعلقين بالدولة التي لا تمتلك جيشاً وبالترتيبات الأمنية.

الاعتراف المتبادل بالهوية:

بين الفلسطينيين: 63% يؤيدون و35% يعارضون الاقتراح القائل بأنه بعد قيام دولة فلسطينية مستقلة والتوصل لحل دائم لكافة مشاكل الصراع مع إسرائيل، بما في ذلك القدس واللاجئين، أن يكون هناك اعتراف متبادل بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي، وفلسطين كدولة للشعب الفلسطيني. بلغت نسبة التأييد لهذا الاقتراح 52% والمعارضة 46% في يونيو (حزيران) 2003.

بين الإسرائيليين: 70% يؤيدون و16% يعارضون الاعتراف المتبادل بالهوية. وكانت نسبة التأييد قد بلغت 65% والمعارضة 33% في يونيو (حزيران) 2003.

من الضروري التذكير بأن هذه النتائج قد جاءت بعد فترة زمنية شهدت انخفاضاً في العنف المتبادل وخلال الحملة الانتخابية الفلسطينية كما أن أسئلة الاستطلاع لم تشر إلى مبادرة جنيف وهي المبادرة التي جاء الاستطلاع السابق في ديسمبر 2003 في سياقها.

جدول بملخص النتائج الرئيسية