استطلاع فلسطيني-إسرائيلي مشترك
علامات تفاؤل جدية لأول مرة منذ بدء الانتفاضة
أجرى المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية (رام الله) ومعهد ترومان لأبحاث السلام في الجامعة العبرية استطلاعاً مشتركاً للرأي العام الفلسطيني والإسرائيلي في الفترة الواقعة بين 30 تشرين ثاني (نوفمبر) و6 كانون أول (ديسمبر) 2004.
تم إعداد هذا الاستطلاع بهدف فحص المواقف الفلسطينية من قضايا الانتخابات الرئاسية والتقديرات الإسرائيلية لهذه الانتخابات في مرحلة ما بعد عرفات. كذلك تم سؤال الطرفين عن خطة الانسحاب الإسرائيلية وإمكانيات العودة لخارطة الطريق. هذا هو الاستطلاع العاشر ضمن مشروع بحثي حول الرأي العام لدى الشعبين. وكان الاستطلاع الأول قد تم إجراؤه في تموز (يوليو) 2000 فور الانتهاء من قمة كامب دافيد.
تم إعداد الاستطلاعين والإشراف عليهما من قبل د. يعقوب شامير أستاذ الاتصالات بالجامعة العبرية، ود.خليل الشقاقي أستاذ العلوم السياسية ومدير المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية. طرح الاستطلاعان أسئلة متطابقة على عينة من 1319 فلسطينياً في 120 موقعاً سكنياً في الضفة الغربية وقطاع غزة (بما في ذلك القدس الشرقية) وذلك في مقابلات وجهاً لوجه وكانت نسبة الخطأ 3%. وتم إجراء المقابلات بين1-5 كانون أول (ديسمبر) 2004. أما العينة الإسرائيلية فكانت ممثلة للجمهور الإسرائيلي وشملت 604 شخصاً، وتمت المقابلات من خلال التليفون وكانت نسبة الخطأ 4%. أجريت المقابلات في إسرائيل باللغات العبرية والعربية والروسية وذلك ما بين30 تشرين ثاني (نوفمبر) و6 كانون أول (ديسمبر) 2004.
يستعرض الملخص التالي النتائج الرئيسية للاستطلاعين. لمزيد من التفاصيل حول الاستطلاع الفلسطيني يمكن الاتصال بـ خليل الشقاقي (ت: 2964933-02) أو البريد الإلكتروني kshikaki@pcpsr.org . أما بالنسبة للاستطلاع الإسرائيلي فيمكن الاتصال بـ يعقوب شامير (ت: 6419429-03) أو البريد الإلكتروني jshamir@huji-ac.il
ملخص النتائج
(1) الانتخابات الفلسطينية:
يظهر الاستطلاع أنه لو جرت الانتخابات الرئاسية اليوم فإن النتائج ستكون متقاربة جداً: 40% لمحمود عباس، 38% لمروان البرغوثي، 6% لمصطفى البرغوثي، 3% لمجموع المرشحين الآخرين كافة، وحوالي 13% لم يقرروا حتى الآن. يظهر الاستطلاع أن محمود عباس يحقق انتصاراً في قطاع غزة (48% مقابل 34% لمروان البرغوثي) ولكن مروان البرغوثي يحقق انتصاراً في الضفة الغربية (40% مقابل 35% لمحمود عباس). تقتصر هذه النتائج على الذين ينوون المشاركة في الانتخابات فقط، ويظهر الاستطلاع أن نسبة عدم المشاركة ستكون ضئيلة جداً (10%). تظهر النتائج أن محمود عباس يتفوق على كافة المرشحين من حيث تقدير المستطلعين لقدرته على التوصل لاتفاق سلام مع إسرائيل، وعلى قدرته على تحسين الوضع الاقتصادي، وقدرته على فرض النظام والقانون في الضفة والقطاع. أما مروان البرغوثي فيتفوق على محمود عباس في تقدير المستطلعين لقدرته على الحفاظ على حق العودة. وتتقارب التقديرات في قدرة الاثنين على الحفاظ على الوحدة الوطنية ومنع الاقتتال. لو قامت حماس بترشيح محمود الزهار في الانتخابات الرئاسية فإن 28% يقولون بأنهم سيصوتون له. ولو كان التنافس بين الزهار ومحمود عباس ومروان البرغوثي فقط، فإن مروان البرغوثي هو المفضل لـ 34%، عباس لـ29%، والزهار لـ 24%. والغالبية العظمى من الذين قاموا باختيار المرشح المفضل لديهم (83%) تعتقد أن ذلك المرشح سيكون قادراً فعلاً على قيادة الشعب الفلسطيني في ظل الظروف الراهنة. 30% يريدون مروان البرغوثي رئيساً لحركة فتح، لكن 26% يريدون محمود عباس و7% يريدون فاروق القدومي لقيادة الحركة. في قطاع غزة تصل نسبة التأييد لعباس إلى 31% (مقابل 22%) في الضفة وللبرغوثي إلى 28% (مقابل 31%) في الضفة وللقدومي إلى 5% (مقابل 9%). يظهر الاستطلاع ارتفاعاً بارزاً في شعبية حركة فتح من 29% في سبتمبر الماضي إلى 40% في هذا الاستطلاع ويبرز الارتفاع بشكل خاص في قطاع غزة حيث ترتفع النسبة من 24% إلى 38%. أما حركة حماس فتنخفض شعبيتها في مجمل الضفة والقطاع من 22% في سبتمبر الماضي إلى 18% في هذا الاستطلاع. وفي قطاع غزة تنخفض حماس من 30% إلى 22% في هذا الاستطلاع. أما مجمل الإسلاميين (بما في ذلك حماس والجهاد الإسلامي والإسلاميين المستقلين) فتهبط شعبيتهم من 32% في الضفة والقطاع إلى 24% خلال نفس الفترة.
(2) التقديرات الإسرائيلية للانتخابات الفلسطينية القادمة:
- يظهر الجمهور الإسرائيلي اهتماماً كبيراً بالانتخابات الفلسطينية. ولكن بالرغم من معرفة هذا الجمهور بشعبية مروان البرغوثي في المنافسة الانتخابية، فإن نسبة 24% فقط تعتقد أنه ينبغي الإفراج عنه فيما لو توصل لتسوية مع الطرف الفلسطيني بينما يعارض ذلك 72% من الإسرائيليين.
- ثلاثة أرباع الجمهور الإسرائيلي تعتقد أن انتخابات منتظمة بين الفلسطينيين ستكون ذات فائدة لإسرائيل فيما يعتقد 12% فقط بأنها ستكون مضرة لها. يرى 70% من الإسرائيليين أن هذه الانتخابات ستشكل خطوة نحو الديمقراطية بين الفلسطينيين و72% يعتقدون أن نظاماً فلسطينياً ديمقراطياً سوف يزيد من فرص السلام.
- بشكل عام تعتقد نسبة 81% من الإسرائيليين بأن القيام بإصلاحات سياسية واسعة وبإدخال الديمقراطية إلى السلطة الفلسطينية هما أمران ضروريان أو ضروريان جداً لتحقيق تقدم في عملية السلام. لكن توجد للإسرائيليين توقعات ضئيلة بأن نظاماً ديمقراطياً سيتشكل في السلطة الفلسطينية أو في الدولة الفلسطينية المستقبلية. 57% يعتقدون أن فرص حدوث ذلك ضئيلة جداً أو ضئيلة، و32% يرون فرصة متوسطة لحصول ذلك، و10% فقط يعتقدون أن احتمال حصول ذلك عال. أما بالنسبة للوضع الراهن، فإن ثلاثة أرباع الجمهور الإسرائيلي تعتقد أن وضع الديمقراطية في السلطة الفلسطينية سيء أو سيء جداً.
(3) رحيل عرفات:
- نسبة 88% راضية عن إسهام ياسر عرفات في حماية مكانة القضية الفلسطينية عالمياً ودولياً ونسبة 86% راضية عن إسهامه في الحفاظ على الحقوق الفلسطينية في المفاوضات، و86% راضية عن إسهامه في تقديم خدمات سياسية كالصحة والتعليم، و65% راضية عن إسهامه في بناء مؤسسة حكم قادرة على فرض القانون والنظام و54% راضية عن إسهامه في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن الضفة والقطاع، و51% راضية عن إسهامه في محاربة الفساد في السلطة الفلسطينية.
- بعد رحيل عرفات، نسبة المعتقدين أن الوضع سيكون أفضل تفوق نسبة المعتقدين أن الوضع سيكون أسوأ فيما يتعلق بالموضوعات التالية: تقديم الخدمات الأساسية كالصحة والتعليم، فبناء مؤسسات حكم قادرة على فرض القانون والنظام، وبناء سلطة وطنية ذات حكم ديمقراطي، وتتساوى نسبة المعتقدين بأن الوضع سيكون أفضل مع نسبة المعتقدين بأنه سيكون أسوأ فيما يتعلق بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن الضفة والقطاع. لكن نسبة المعتقدين بأن الوضع سيكون أسوأ تزيد عن نسبة المعتقدين بأنه سيكون أفضل فيما يتعلق بالحفاظ على الحقوق الفلسطينية في المفاوضات مع إسرائيل وحماية مكانة القضية الفلسطينية عالمياً ودولياً، ومحاربة الفساد في السلطة الفلسطينية.
- بعد رحيل عرفات، أغلبية من 52% تعتقد أنه لن تحدث صراعات داخلية، لكن نسبة 38% تعتقد أن صراعات ستحدث لكن لن تصل لحرب أهلية فيما ترى نسبة من 7% أن حرباً أهلية ستحصل.
- النصف يتوقعون أن يؤدي رحيل عرفات لإضعاف حركة فتح لكن الربع يتوقعون العكس.
(4) ازدياد في الواقعية والأمل الحذر بين الفلسطينيين والإسرائيليين:
- مع رحيل عرفات وتجدد النشاطات السياسية في المنطقة يبرز إحساس بالواقعية والأمل الحذر. فمثلاً نجد أن 61% من الإسرائيليين و53% من الفلسطينيين يعتقدون أن وفاة عرفات ستزيد من فرص التوصل لتسوية سياسية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، و7% فقط من الإسرائيليين و23% من الفلسطينيين يعتقدون بالعكس.
- 62% من الإسرائيليين و52% من الفلسطينيين يعتقدون أنه من الممكن الآن التوصل لتسوية حل وسط مع قيادة الجانب الآخر. هناك أغلبية لدى الطرفين (52% بين الإسرائيليين و56% بين الفلسطينيين) تعتقد أيضاً أن قيادتها الراهنة قوية بشكل كاف لإقناع قاعدتها الشعبية بقبول تسوية حل وسط. تعتقد نسبة من 68% من الفلسطينيين و30% فقط من الإسرائيليين أن قيادة الطرف الآخر قوية بشكل كاف لإقناع جمهورها بقبول تسوية الحل الوسط. إن إحساس الشارع الإسرائيلي بضعف القيادة الفلسطينية الراهنة قد يفسر الارتفاع الكبير في قبوله لإجراء مفاوضات مع حماس أيضاً . تؤيد نسبة من 47% من الإسرائيليين إجراء مفاوضات مع حماس إذا كان ذلك ضرورياً للوصول إلى تسوية حل وسط بينما يعارض ذلك 51%. يشكل هذا ارتفاعاً كبيراً مقارنة بالحال في آذار (مارس) 2004 حين أعربت نسبة من 20% فقط من الإسرائيليين عن موافقتها على إجراء مفاوضات مع حماس في إطار الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة وعارض ذلك آنذاك 77%. إن من الواضح أن الانخفاض في العمليات التفجيرية داخل إسرائيل، بالإضافة إلى مؤشرات من حماس عن رغبتها في أن تصبح لاعباً ملتزماً في السلطة الفلسطينية قد يكونان مسؤولين عن هذا التغيير الكبير في الرأي العام الإسرائيلي. وبالتوافق مع هذه المواقف فإن 89% من الإسرائيليين و80% من الفلسطينيين يؤيدون وقفاً لإطلاق النار بينما يؤيد 71% من الإسرائيليين و80% من الفلسطينيين عودة فورية لطاولة المفاوضات. يتوقع 76% من الإسرائيليين و83% من الفلسطينيين أن يعود الطرفان الآن للمفاوضات مع استمرار أو بدون استمرار لبعض العنف وذلك مقارنة مع 63% من الإسرائيليين و72% من الفلسطينيين الذين اعتقدوا بذلك في حزيران (يونيو) 2004. إن هذا التفاؤل الحذر يبقى هشاً ويمكن انهياره بسرعة نظراً لطبيعة التحديات السياسية الصعبة التي تواجه قيادات الطرفين ونظراً للقضايا الصعبة التي يتوجب عليهما مواجهتها إذا ما قدر للمفاوضات أن تستأنف.
(5) خطة خارطة الطريق، وخطة شارون للانفصال والمستوطنات:
- يبقى التأييد لخطة خارطة الطريق مستقراً مع ازدياد طفيف منذ كانون أول (ديسمبر) 2002 عندما تم الإعلان عن الخطة لأول مرة. يؤيد الخطة 63% من الإسرائيليين و59% من الفلسطينيين مقارنة مع 59% من الإسرائيليين و54% من الفلسطينيين في 2002. كذلك أصبح الطرفان أكثر تفاؤلاً بشأن إمكانية تطبيق الخطة وذلك بعد فترة تزايد فيها الشك حول ذلك. يعتقد الآن 64% من الإسرائيليين و48% من الفلسطينيين إن خطة خارطة الطريق لا تزال قابلة للتطبيق وذلك مقارنة مع 43% من الإسرائيليين و28% من الفلسطينيين الذين اعتقدوا ذلك في حزيران (يونيو) 2004.
- بالتوافق مع تأييد خارطة الطريق فإن ثلثي الإسرائيليين يؤيدون أيضاً تفكيك معظم المستوطنات في المناطق الفلسطينية كجزء من اتفاق سلام مع الفلسطينيين بينما يعارض ذلك 31%. وكانت مستويات التأييد لهذه الخطوة قد أخذت في التزايد منذ بدء الانتفاضة الراهنة متجاوزة نقطة الـ 60% منذ تشرين ثاني (نوفمبر) 2002.
- في الإطار ذاته، تؤيد أغلبية الإسرائيليين (62%) خطة شارون لفك الارتباط بينما يعارضها 34%. انخفض التأييد للخطة بشكل طفيف منذ حزيران (يونيو) 2004 عندما كان قد بلغ آنذاك 66%. كما يفضل معظم الإسرائيليين (63%) أيضاً أن يتم التفاوض بشأن هذه الخطة مع السلطة الفلسطينية.
- ينقسم الإسرائيليون إلى قسمين متساويين حول قدرة السلطة الفلسطينية على السيطرة على الأمور في قطاع غزة بعد خروج إسرائيل منه، ولكن 27% فقط يتوقعون حصول صراع فلسطيني داخل في القطاع بعد الانسحاب. أما بين الفلسطينيين فإن 71% يعتقدون أن للسلطة قدرة عالية أو قدرة كافية للسيطرة على الأمور في القطاع، ولكن 29% فقط يعتقدون أن للسلطة قدرة عالية على ذلك و59% قلقون من إمكانية حصول صراع داخلي بعد الانسحاب الإسرائيلي من القطاع.
- إن الطريقة التي يتم فيها تهيئة الأجواء المحيطة بالحلول المعطاة للصراعات الصعبة تلعب دوراً في التأثير على تلك الحلول. لهذا قمنا بمحاولة فهم إدراكات الطرفين لها. وجدنا أنه بين الإسرائيليين فإن 42% يرون في خطة فك الارتباط انتصاراً للطرف الفلسطيني بينما لا يراها كذلك 53% منهم. أما في الطرف الفلسطيني فإن 75% يرون في الخطة الإسرائيلية للانفصال انتصاراً ولا يراها كذلك 23%. أما بالنسبة للمواجهات المستمرة منذ بدء الانتفاضة فإن 55% من الإسرائيليين و44% من الفلسطينيين يعتقدون أن الطرفين لم ينتصرا في هذه المواجهات بينما وجدنا أن نسبة أقل من ذلك (35% من الفلسطينيين و23% من الإسرائيليين) تعتقد أنها هي التي خرجت حتى الآن منتصرة. أخيراً، لا يعتقد 61% من الإسرائيليين أن الانتفاضة الراهنة قد ساهمت في تحقيق الحقوق والأهداف الفلسطينية التي عجزت المفاوضات عن تحقيقها لهم ولكن 64% من الفلسطينيين يعتقدون أن المواجهات المسلحة قد ساهمت فعلاً في تحقيق أهدافهم.
- تأييد العمليات المسلحة ضد المدنيين الإسرائيليين ينخفض من 54% في أيلول (سبتمبر) الماضي إلى 49% في هذا الاستطلاع. أما المعارضة لها فزادت من 44% إلى 48% . 58% يؤيدون و38% يعارضون قيام السلطة الفلسطينية باتخاذ إجراءات لمنع العمليات المسلحة فيما لو تم التوصل لوقف إطلاق نار متبادل، ونسبة 82% تؤيد التوصل لوقف إطلاق نار كهذا.
(6) التوقعات حول السياسة الأمريكية في الإدارة الثانية للرئيس بوش
- يعتقد 42% من الإسرائيليين و32% من الفلسطينيين إن إعادة انتخاب الرئيس بوش لأربع سنوات أخرى ستزيد من فرص التسوية السياسية. لكن 48% من الإسرائيليين و30% من الفلسطينيين يعتقدون أنه لن يكون هناك تأثير لذلك على التسوية و13% من الإسرائيليين و34% من الفلسطينيين يعتقدون أن ذلك سيقلص من فرص التسوية.
- أما بالنسبة للتأييد الأمريكي لإسرائيل، فإن 76% من الفلسطينيين مقابل 41% من الإسرائيليين يعتقدون أن إدارة بوش الثانية ستكون أكثر تأييداً لإسرائيل خلال السنوات الأربع المقبلة. لكن 39% من الإسرائيليين و12% من الفلسطينيين يعتقدون أنه لن يكون هناك تغيير بينما يعتقد 13% من الإسرائيليين و9% من الفلسطينيين أن التأييد الأمريكي لإسرائيل سوف ينخفض.