استطلاع فلسطيني- إسرائيلي مشترك
أغلبية بين الفلسطينيين والإسرائيليين تؤيد خارطة الطريق والاعتراف المتبادل بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي وفلسطين كدولة للشعب الفلسطيني، لكن كل طرف يسيء فهم موقف الطرف الآخر
22-26 حزيران (يونيو) 2003
أجرى المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية (رام الله) ومعهد ترومان لأبحاث السلام في الجامعة العبرية استطلاعاً مشتركاً للرأي العام الفلسطيني والإسرائيلي. هذا الاستطلاع هو السادس ضمن مشروع بحثي حول الرأي العام لدى الشعبين. تم إجراء الاستطلاع الأول في تموز (يوليو) 2000 فور الانتهاء من قمة كامب دافيد. تم تصميم الاستطلاع الحالي بهدف فحص المواقف تجاه خريطة الطريق في مراحلها المختلفة وتجاه اعتراف متبادل بالهوية الوطنية لكل من دولة فلسطين المستقبلية ودولة إسرائيل وتجاه المصالحة بين الشعبين. إضافة لذلك، قام الاستطلاع الإسرائيلي بفحص المواقف تجاه مستقبل المستوطنات بين الجمهور ككل وبين المستوطنين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
تم إعداد الاستطلاعين والإشراف عليهما من قبل د. يعقوب شامير أستاذ الاتصالات بالجامعة العبرية، ود.خليل الشقاقي أستاذ العلوم السياسية ومدير المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية. طرح الاستطلاعان أسئلة متطابقة على عينة من 1318 فلسطينياً في 120 موقعاً سكنياً في الضفة الغربية وقطاع غزة (بما في ذلك القدس الشرقية) وذلك في مقابلات وجهاً لوجه وكانت نسبة الخطأ 3% . تم إجراء المقابلات بين 19-22 حزيران (يونيو) 2003. أما العينة الإسرائيلية فكانت ممثلة للجمهور الإسرائيلي وشملت 502 شخصاً بالإضافة لعينة من 500 مستوطن في الضفة والقطاع (باستثناء القدس الشرقية)، وتمت المقابلات من خلال التليفون وكانت نسبة الخطأ 4.5%. أجريت المقابلات في إسرائيل باللغات العبرية والعربية والروسية وذلك ما بين 22-26 حزيران (يونيو) 2003.
يستعرض الملخص التالي النتائج الرئيسية للاستطلاعين. لمزيد من التفاصيل حول الاستطلاع الفلسطيني يمكن الاتصال بـ خليل الشقاقي (ت: 2964933-02) أو البريد الإلكتروني kshikaki@pcpsr.org . أما بالنسبة للاستطلاع الإسرائيلي فيمكن الاتصال بـ يعقوب شامير (ت: 6419429-03) أو البريد الإلكتروني jshamir@huji-ac.il
ملخص النتائج
(1) عملية السلام وخارطة الطريق:
أغلبية تؤيد اعترافاً متبادلاً بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي وفلسطين كدولة للشعب الفلسطيني
· تم في هذا الاستطلاع المشترك السؤال لأول مرة عن موضوع حساس من موضوعات الصراع وهو الهوية الوطنية. تم سؤال الفلسطينيين والإسرائيليين عما إذا يوافقون أو لا يوافقون على أن يكون هناك اعتراف متبادل بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي وفلسطين كدولة للشعب الفلسطيني وذلك بعد قيام دولة فلسطينية والتوصل لتسوية كافة قضايا الصراع. وافقت نسبة 52% من الفلسطينيين على ذلك فيما لم توافق نسبة 46%. وبين الإسرائيليين وافقت نسبة من 65% ولم توافق نسبة من 33% على ذلك. رغم ذلك، فإن الجمهور لدى الطرفين غير مدرك لحقيقة وجود هذا التأييد المشترك مما يشير إلى أن هذا الأمر لم يخرج حتى اللحظة إلى العلن. أظهر الاستطلاع أن 40% من الفلسطينيين يعتقدون وأن 53% لا يعتقدون بأن أغلبية الفلسطينيين يؤيدون اعترافاً متبادلاً كهذا. كما أن نسبة 37% فقط تعتقد أن أغلبية الإسرائيليين يؤيدون هذا الاعتراف. وكذلك الحال بالنسبة للإسرائيليين حيث أنهم لا يعتقدون أن أغلبية الفلسطينيين تؤيد أمراً كهذا. فقد أعربت نسبة 32% فقط منهم عن اعتقادها بأن أغلبية الفلسطينيين يؤيدون هذا الاعتراف فيما أعربت نسبة 56% عن اعتقادها بأنهم لا يؤيدون ذلك. لكن 58% من الإسرائيليين يعتقدون، و31% لا يعتقدون، بأن أغلبية الإسرائيليين يؤيدون اعترفاً متبادلاً كهذا.
· وفي هذا المجال، فإن 80% من الإسرائيليين و71% من الفلسطينيين يؤيدون المصالحة بين الشعبين بعد التوصل لاتفاق سلام وقيام دولة فلسطينية. لكن التأييد متفاوت لخطوات مصالحة محددة. فمثلاً بينما يؤيد 64% من الإسرائيليين و41% من الفلسطينيين سن قوانين تمنع التحريض ضد الطرف الآخر، فإن 53% من الإسرائيليين و10% من الفلسطينيين فقط تؤيد تبني مناهج مدرسية لا تطالب بالحق في كل فلسطين التاريخية.
أغلبية تؤيد خارطة الطريق بشكل عام مع وجود تفاوت في تأييد البنود المختلفة
· يصل حجم التأييد لخارطة الطريق بين الفلسطينيين إلى 56% وبين الإسرائيليين إلى 61%، ويكون بذلك مستقراً مقارنة بإبريل الماضي عندما أيد الخطة 55% من الفلسطينيين و61% من الإسرائيليين.
· لكن درجة التأييد لبنود الخطة المختلفة تتفاوت بين الإسرائيليين والفلسطينيين. فمثلاً، 70% من الفلسطينيين يؤيدون توحيد أجهزة الأمن في ثلاث منظمات، و56% يؤيدون التوقف عن التحريض ضد إسرائيل، و41% يؤيدون إعادة الروابط العربية مع إسرائيل لما كانت عليه قبل الانتفاضة، و36% يؤيدون توقيف أفراد يقومون بأعمال عنف وإرهاب ضد إسرائيليين، و30% يؤيدون إنشاء دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة قبل إيجاد حل دائم للقدس أو اللاجئين، و25% يؤيدون قطع التمويل عن الجماعات التي تشارك بالعنف والإرهاب.
أما بالنسبة للخطوات المطلوبة حسب الخطة من إسرائيل، فإن 77% من الإسرائيليين يؤيدون التوقف عن التحريض ضد الفلسطينيين، و67% يؤيدون التوقف عن إجراءات الإبعاد وهدم المنازل وتدمير البنية التحتية الفلسطينية، و 65% يؤيدون انسحاباً للجيش الإسرائيلي للخطوط التي كانت عندها قبل الانتفاضة ونشر قوات أمن فلسطينية مكانها، و54% يؤيدون إعادة فتح المؤسسات الفلسطينية المغلقة في شرقي القدس بشرط عدم قيامها بنشاطات سياسية، و61% يؤيدون إزالة مواقع استيطانية غير مصرح بها، و44% يؤيدون قيام دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة قبل التوصل لحل دائم لمشكلتي اللاجئين والقدس، و60% يؤيدون التفاوض حول الحل الدائم تحت رعاية مؤتمر دولي.
· أغلبية من كل طرف تعتقد أن قادتها ينوون الإيفاء بالتزاماتهم حسب خارطة الطريق (57% من الفلسطينيين و59% من الإسرائيليين)، لكنهم يشكون في نوايا القادة في الطرف الآخر. فلم تزد نسبة الفلسطينيين التي تعتقد أن شارون ينوي الإيفاء بالتزاماته عن 15% فيما لم تزد نسبة الإسرائيليين الذي يعتقدون أن أبو مازن ينوي الإيفاء بالالتزامات الفلسطينية عن 30%. كما أن الفلسطينيين يشكون بقدرة قيادة الطرفين (أبو مازن وشارون) على التغلب على المعارضة السياسية لخارطة الطريق، فقد أعربت نسبة من 34% فقط عن اعتقادها بأن أبو مازن سيتمكن من التغلب على معارضة حماس فيما أعربت نسبة 30% فقط عن اعتقادها بأن شارون سيتغلب على معارضة المستوطنين. أما الإسرائيليون فلديهم ثقة أكبر بقدرة شارون على التغلب على معارضة المستوطنين (63%) لكنهم لا يثقون بقدرة أبو مازن على التغلب على معارضة حماس (21% فقط يعتقدون أنه قادر على ذلك).
· 36% من الفلسطينيين يعتقدون أن عرفات أكثر قدرة من أبو مازن على التوصل لتسوية سياسية مع إسرائيل فيما تعتقد نسبة 21% أن أبو مازن أكثر قدرة من عرفات، و37% تعتقد أن للاثنين نفس القدرة. في المقابل، 60% من الإسرائيليين يعتقدون أن أبو مازن أكثر قدرة من عرفات على التوصل لتسوية سياسية مع إسرائيل، و12% فقط تعتقد أن عرفات أكثر قدرة و25% تعتقد أن للاثنين نفس القدرة.
· 43% من الإسرائيليين و48% من الفلسطينيين يعتقدون أن الإصلاحات الديمقراطية تسهل عملية السلام، و23% من الإسرائيليين و21% من الفلسطينيين يعتقدون أنها تعيق عملية السلام، و29% من الإسرائيليين مقابل 23% من الفلسطينيين يعتقدون أن الإصلاحات لا تسهل ولا تعيق العملية السلمية.
أغلبية تؤيد وقف إطلاق النار (الهدنة) وإنهاء الانتفاضة المسلحة
· أغلبية فلسطينية من 73% تؤيد الهدنة مع إسرائيل لمدة عام يتم فيها التوقف عن استخدام السلاح ضد الإسرائيليين مقابل التزام إسرائيلي بالتوقف عن استخدام السلاح ضد الفلسطينيين. لكن نسبة أعلى (80%) تؤيد وقفاً متبادلاً للعنف بين الطرفين (بدون تحديد فترة زمنية). في إبريل الماضي أيدت نسبة من 71% فقط وقفاً متبادلاً للعنف بين الطرفين.
· 58% من الفلسطينيين يؤيدون موقف حماس المعارض لوقف إطلاق النار (جاء السؤال قبل موافقة الحركة على وقف إطلاق النار)، لكن 67% متخوفون أن يؤدي هذا الموقف من حركة حماس وقوى معارضة أخرى إلى حصول صراع داخلي.
· لو تم التوصل لوقف متبادل للعنف، فإن 50% من الفلسطينيين يؤيدون و47% يعارضون اتخاذ إجراءات من السلطة الفلسطينية لوقف الهجمات على الإسرائيليين و76% يعتقدون أن استمرار تلك الهجمات سيؤدي إلى عرقلة العودة لعملية السلام.
· أغلبية من 52% من الفلسطينيين و88% من الإسرائيليين يعتقدون أنه مع قبول الطرفين لخارطة الطريق فإن الانتفاضة المسلحة وكافة النشاطات العسكرية يجب أن تتوقف.
· لكن 18% فقط من الفلسطينيين و6% من الإسرائيليين يتوقعون توقف المواجهات المسلحة كافة وعودة الطرفين للمفاوضات. 56% من الفلسطينيين و58% من الإسرائيليين يعتقدون أن بعض المواجهات سوف تستمر بينما يتم العودة للمفاوضات.
· 34% من الإسرائيليين و65% من الفلسطينيين يعتقدون أن المواجهات المسلحة أسهمت حتى الآن في تحقيق الحقوق الوطنية الفلسطينية التي فشلت المفاوضات في تحقيقها.
(2) قضايا إسرائيلية داخلية: مستقبل المستوطنات
· 37% من المستوطنين اختاروا العيش في المستوطنات لأسباب دينية أو قومية، و20% لأسباب أمنية، و40% لأسباب تتعلق بنوعية الحياة.
· أغلبية المستوطنين تعترف بسلطة المؤسسات الديمقراطية في إقرار إخلاء المستوطنات: 58% تعترف بسلطة الحكومة، 54% تعترف بسلطة الكنيست، 60% تعترف بسلطة الكنيست فيما لو توفرت أغلبية يهودية للقرار، و68% تعترف بالاستفتاء. نسبة 38% فقط تعترف بسلطة حاخامية تتخذ قراراً كهذا فيما لا تعترف بذلك نسبة 60%.
· في حالة تم اتخاذ قرار بإخلاء مستوطنات أقامتها الدولة، فإن نسبة 24% تقول أنها ستطيع قراراً كهذا، و60% تقول أنها ستقاومه بطرق قانونية، و13% تقول أنها ستقاومه بكل الوسائل. نسبة 54% من المستوطنين تعتقد أنه في حالة حصول صراع حول المستوطنات من الممكن العمل على إسقاط الحكومة (لكن النسبة ترتفع إلى 74% بين أولئك الذين يبدون استعداداً لمقاومة قرار الإخلاء بكل الوسائل)، ونسبة 15% من المستوطنين تقول أنه يجوز تعريض حياة الفرد وعائلته للخطر (46% بين الذين يبدون استعداداً للمقاومة بكل الوسائل)، ونسبة 9% تعتقد أنه يجوز تعريض حياة يهود آخرين للخطر (35% بين الذين يبدون استعداداً للمقاومة بكل الوسائل).
· فيما لو تم الاتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين على إخلاء المستوطنات لإقامة دولة فلسطينية فإن 57% من المستوطنين يعتقدون أن الخيار الأصح هو أن تقوم الحكومة بدفع تعويضات والسماح لهم بالعيش داخل إسرائيل، ونسبة 3% تفضل قيام الحكومة بإسكانهم داخل إسرائيل، و19% يفضلون أن تسكنهم الحكومة في مستوطنات أخرى في المناطق الفلسطينية و9% يفضلون أن تسمح لهم الحكومة باستمرار العيش في مستوطناتهم تحت الحكم الفلسطيني.
(3) قضايا فلسطينية داخلية
شعبية أبو مازن وحكومته تنخفض
· نسبة تأييد تعيين أبو مازن كرئيس للوزراء تتراجع من 61% في نيسان (إبريل) الماضي إلى 52% في هذا الاستطلاع.
· نسبة الثقة بحكومة أبو مازن لا تزيد عن 41% فيما ترفض نسبة من 52% إعطاءها الثقة.
· هبوط في نسبة الثقة بقدرة حكومة أبو مازن على إجراء إصلاحات سياسية من 43% في نيسان (إبريل) الماضي إلى 38% في هذا الاستطلاع، وعلى مكافحة الفساد من 44% إلى 41%، وعلى السيطرة على الوضع الأمني من 39% إلى 35%. لكن الثقة بالعودة للمفاوضات بقيت كما كانت (69%) فيما ارتفعت نسبة الاعتقاد بقدرة حكومة أبو مازن على تحسين الوضع الاقتصادي من 50% إلى 56% خلال نفس الفترة.
تقييم الأداء وشعبية عرفات ونائب الرئيس والانتماء السياسي:
· أعلى تقييم إيجابي للأداء يذهب إلى قوى المعارضة (68%) ثم للرئيس عرفات (66%)، ثم لرئيس الوزراء أبو مازن (37%)، ثم للمجلس التشريعي (29%)، ثم للحكومة الجديدة (27%).
· أغلبية كبيرة من 84% تعتقد بوجود فساد في مؤسسات وأجهزة السلطة الفلسطينية ونسبة 67% من هؤلاء تعتقد أن الفساد سيزداد أو سيبقى كما هو مع مرور الأيام.
· شعبية الرئيس عرفات تبقى على حالها (35%) فيما ترتفع نسبة شعبية أحمد ياسين من 15% في إبريل الماضي إلى 18% في هذا الاستطلاع.