15 كانون الثاني (يناير) 2024
التقرير الأول: توازن القوى الداخلي والعلاقات الفلسطينية-الإسرائيلية قبل وبعد 7 تشرين الأول/أكتوبر
داخليا، يظهر الباروميتر العربي الثامن أن معظم الفلسطينيين لم يدعموا حماس عشية حرب السابع من أكتوبر، لكن الحرب أدت إلى ارتفاع كبير في شعبية حماس وتراجع كبير في مكانة قيادة السلطة الفلسطينية بين الفلسطينيين. كما أدت الحرب إلى ارتفاع كبير في تأييد الكفاح المسلح في الضفة الغربية. ومع ذلك، حتى بعد اندلاع الحرب، لم تحصل حماس على دعم الأغلبية في غزة أو الضفة الغربية، ولم يتراجع التأييد لحل الدولتين
28 أيلول (سبتمبر) - 8 تشرين أول (أكتوبر) 2023

هذه نتائج موجزة من الجولة الأخيرة لاستطلاع الباروميتر العربي في فلسطين، وهو الاستطلاع الثامن الذي يتم إجراؤه منذ بدء هذه الاستطلاعات في العالم العربي. تم إجراء الاستطلاع من قبل المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في الضفة الغربية وقطاع غزة خلال الفترة التي سبقت مباشرة اندلاع حرب تشرين أول (أكتوبر) في قطاع غزة ومحيطها في الجانب الإسرائيلي.
شهدت الفترة السابقة للاستطلاع عددا من التطورات الهامة منها الذكرى ال 30 لتوقيع اتفاق أوسلو، وارتفاع عدد التوغلات الإسرائيلية العسكرية في المدن والمخيمات الفلسطينية، وخاصة في المناطق الشمالية من الضفة الغربية. وخلال هذه الفترة، اجتمع زعماء الفصائل الفلسطينية في مدينة العلمين في مصر بحضور الرئيس عباس ولكنهم فشلوا في الاتفاق على بيان مشترك. كما ازدادت في هذه الفترة الأعمال الإرهابية التي يرتكبها المستوطنون في المناطق الفلسطينية بالضفة الغربية، وكذلك الهجمات المسلحة التي قامت بها مجموعات فلسطينية مسلحة ضد المستوطنين والإسرائيليين. وأخيرا، وردت تقارير صحفية تفيد بأن هناك مفاوضات أمريكية-سعودية للتوصل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية، وأن لقاءات فلسطينية سعودية وفلسطينية أمريكية قد عقدت لوضع الشروط الفلسطينية لاتفاق التطبيع هذا.
يتناول هذا التقرير الأول عن نتائج الباروميتر العربي الثامن في فلسطين قضيتين هامتين: توازن القوى الداخلي في الأراضي الفلسطينية والعلاقات الفلسطينية الإسرائيلية. ستتناول تقارير لاحقة جوانب أخرى من تلك النتائج. رغم أن التركيز ينصب على نتائج الباروميتر فيما يتعلق بهذين الموضوعين، فإن هذا التقرير يقارن هذه النتائج مع تلك التي وجدناها في اثنين من استطلاعات المركز الدورية، أحدهما أجري قبل استطلاع الباروميتر والآخر بعده. جاء الاستطلاع الأخير بعد عدة أسابيع من بدء هجوم حماس في 7 أكتوبر ضد البلدات والقواعد العسكرية الإسرائيلية المتاخمة لقطاع غزة وبدء الهجوم البري الإسرائيلي الحالي لقطاع غزة. وفي غضون ذلك، أغلق الجيش الإسرائيلي أو قيد وصول الفلسطينيين إلى الطرق الرئيسية في الضفة الغربية، بينما تزايدت هجمات المستوطنين على البلدات والقرى المنعزلة في أجزاء مختلفة من منطقتي "ب" و"ج".
المنهجية: |
تم إجراء المقابلات لاستطلاع الباروميتر في الفترة ما بين 28 أيلول (سبتمبر) الى 8 تشرين اول (أكتوبر) 2023 وجهاً لوجه مع عينة عشوائية من الأشخاص البالغين بلغ عددها 1189 شخصاً وذلك في 120 موقعاً سكنياً في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس. تم الانتهاء من إجراء المقابلات في قطاع غزة في يوم ٦ تشرين أول (أكتوبر)، أي قبل بدء الهجوم الذي قامت به حماس على مناطق غلاف غزة بيوم واحد، وهو الهجوم الذي أطلقت عليه حماس تسمية "طوفان الأقصى". بلغ حجم العينة في قطاع غزة 399 شخص وفي الضفة الغربية 790، وكانت نسبة الخطأ +/-3%. أما الاستطلاعين الآخرين الذين سيتم الإشارة لهما لأغراض المقارنة بشكل متكرر في هذا التقرير فقد أجري أحدهما قبل استطلاع الباروميتر بأقل من شهر، وذلك في الفترة ما بين 6-9 أيلول (سبتمبر) 2023، وأجري الآخر بعد استطلاع الباروميتر بأقل من شهرين، وذلك في الفترة ما بين 22 تشرين ثاني (نوفمبر) - 2 كانون أول (ديسمبر) 2023.. تم إجراء المقابلات لهذا الاستطلاع السابق لاستطلاع الباروميتر وجهاً لوجه مع عينة عشوائية من الأشخاص البالغين بلغ عددها 1270 شخصاً وذلك في 127 موقعاً سكنياً وكانت نسبة الخطأ +/-3%. للمزيد من التفاصيل حول هذا الاستطلاع أنظر تقرير المركز هنا): https://www.pcpsr.org/ar/node/956 أما الاستطلاع الثالث الوارد في هذا التقرير، أي الاستطلاع الذي أجري بعد اندلاع الحرب في قطاع وغلاف غزة فبلغ حجم العينة فيه 1231 شخصاً، منهم 750 في الضفة الغربية و481 في قطاع غزة، وقد تمت مقابلتهم جميعا وجهاً لوجه في 121 موقعاً تم اختيارها بشكل عشوائي لتكون تمثيلية لسكان المنطقتين. بسبب اضطرار سكانها للخروج منها أثناء الحرب أجريت المقابلات في مناطق شمال القطاع ومدينة غزة في 24 منطقة إيواء تتبع للأونروا (وعددها 20 منطقة) أو للحكومة (وعددها أربع مناطق). بلغت نسبة الخطأ في هذا الاستطلاع +/- ٤٪، ويعكس الارتفاع في تقدير نسبة الخطأ، بالرغم من الحجم الكبير للعينة، غياب الدقة في المعلومات المتعلقة حول أعداد الأفراد الذين لم يتركوا بيوتهم في مناطق شمال قطاع غزة وبالتالي لم يكونوا ضمن العينة. للمزيد من التفاصيل حول هذا الاستطلاع أنظر تقرير المركز هنا): http://www.pcpsr.org/ar/node/964 |
النتائج الرئيسية: |
توازن القوى الداخلي: عشية حرب 7 تشرين الأول/أكتوبر، وجد الباروميتر العربي الثامن في فلسطين أن الجمهور الفلسطيني يؤيد القوى الوطنية، مثل فتح، أكثر مما يؤيد القوى الإسلامية، مثل حماس. فعلى المستوى الوطني العام في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، أيد اثنان من كل خمسة قوى وطنية بينما أيد واحد فقط قوى إسلامية، ورفض الاثنان الباقيان كلا الطرفين. حتى في قطاع غزة وحده، وهو أكثر تدينا من الضفة الغربية، كان التأييد لحماس أعلى قليلا من الربع، في حين بلغ التأييد للقوى الوطنية النصف. عند مقارنة هذه النتائج بتلك التي وجدتاها في الاستطلاع الذي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية قبل استطلاع الباروميتر الثامن مباشرة، فإن الاتجاه في كلا المنطقتين يشير، ولكن بشكل أكثر وضوحا في قطاع غزة، لازدياد المعارضة لحماس. لكن حرب 7 أكتوبر قلبت هذه الموازين تماما حيث أدت لارتفاع كبير في شعبية حماس وانخفاض كبير في شعبية فتح في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، وهو تطور مماثل لما شاهدناه في حروب سابقة بين حماس وإسرائيل. ومع ذلك، لم يصل التأييد لحماس للأغلبية في أي من المنطقتين، إذ بحلول أوائل ديسمبر 2023 بلغ التأييد لحماس اثنان من كل خمسة. ينبغي الإشارة أيضا إلى أن هذا الارتفاع، كما حدث في استطلاعات سابقة، يبدأ في التآكل بعد وقت قصير من انتهاء الحروب وتعود شعبية هذه الحركة في نهاية المطاف إلى ما كانت عليه قبل الحرب.
تشير نتائج استطلاع الباروميتر إلى أن نقطة ضعف القوى الوطنية الفلسطينية تكمن في قيادتها الحاكمة. قبل 7 تشرين الأول/أكتوبر بوقت طويل، خسر الرئيس الحالي للسلطة الفلسطينية التأييد الشعبي حيث طالبت الأغلبية الساحقة باستقالته. وحتى داخل حزبه السياسي، أرادت الأغلبية رحيله. وكشفت أحداث تشرين الأول/أكتوبر عن الاستياء العام الهائل من أداء تلك القيادة. ومن أهم تداعيات فقدان الرضا العام عن أداء الرئيس عدم رغبة الجمهور المؤيد عادة للقوى الوطنية في المشاركة في التصويت في انتخابات رئاسية يتنافس فيها ضد مرشح حماس، مما يضمن فوزا كبيرا للمرشح الإسلامي. ومع ذلك، فإن للقوى الوطنية مرشح لا يمكن أن يخسر بغض النظر عن المرشح الآخر، وهو مروان البرغوثي من حركة فتح، الذي يقضي حاليا عدة أحكام بالسجن مدى الحياة في سجن إسرائيلي. حتى بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر، لا يزال البرغوثي قادرا على هزيمة إسماعيل هنية، قائد حماس ذي الشعبية الواسعة.
العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية: فحص استطلاع الباروميتر العربي الثامن مواقف الفلسطينيين تجاه الحلول المختلفة التي من شأنها أن تضع حدا للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. عرض الاستطلاع على الجمهور ثلاثة حلول: حل الدولتين على أساس حدود 1967، حل الدولة الواحدة للفلسطينيين والإسرائيليين، والكونفدرالية بين الدولتين. يمكن للمشاركين اختيار واحد من الثلاثة أو رفضها جميعا واختيار حلول "أخرى". وجد الاستطلاع أن أغلبية ضئيلة تؤيد حل الدولتين يليه الحلول "الأخرى" وحل الدولة الواحدة ثم الكونفدرالية. يميل الشباب وأولئك الذين يؤيدون حماس لمعارضة حل الدولتين في حين أن الأكبر سنا وأولئك الذين يدعمون جميع القوى الأخرى هم أكثر ميلا لدعم هذا الحل.
هذه هي المرة الثانية التي يطرح فيها استطلاع الباروميتر العربي هذا السؤال. قبل عامين، في الباروميتر السابع، كانت النتائج مشابهة إلى حد كبير للنتائج الحالية. ومع ذلك، فإن نسبة التأييد الحالية لحل الدولتين أعلى بكثير من نسبة التأييد التي وثقها المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية عندما يتم السؤال عن تأييد أو معارضة هذا الحل. يرى هذا التقرير أن أحد أسباب ذلك يتعلق بمضمون أو نص السؤال، حيث أن سؤال التأييد والمعارضة الاعتيادي (هل تؤيد أم تعارض حل الدولتين؟) لا يشير لحدود الدولة الفلسطينية، وهي السمة الأكثر أهمية بالنسبة للفلسطينيين، لكن النص في سؤال الحلول الثلاث (أي من الحلول التالية تفضل؟) يعرِّف هذه الحدود على أنها حدود عام 1967. هناك سبب ثاني لارتفاع التأييد لحل الدولتين في استطلاع الباروميتر يتعلق بشكل السؤال. في حين أن سؤال التأييد والمعارضة الاعتيادي يُجبر المستطلعين على معارضة حل الدولتين إذا كانوا يفضلون حلا تفاوضيا آخر، فإن سؤال الحلول الثلاثة يُجبر المستطلعين على اختيار النتيجة التفاوضية المفضلة لديهم أو بدلا من ذلك اختيار الحلول المفضلة لديهم. كما جاء في التقرير، يظهر الاستطلاع الذي أجري بعد اندلاع حرب 7 تشرين أول (أكتوبر) أن تأييد حل الدولتين بصيغته الاعتيادية لم يتراجع، بل ازداد قليلا.
يظهر التقرير أن مؤيدي حل الدولتين، في صيغته المعتادة (التأييد أو المعارضة)، يميلون إلى تأييد حل الدولتين بأغلبية ساحقة عند سؤالهم عن الحل المفضل لديهم من بين ثلاثة حلول. أما بقية المؤيدين لحل الدولتين فيختار أغلبهم أحد الحلين التفاوضيين الآخرين، أي الدولة الواحدة أو الكونفدرالية. لكن الأهم من ذلك، أن بعض المعارضين لحل الدولتين في الصيغة المعتادة يغيرون رأيهم ويدعمونه، على الأرجح لأن هذا الحل يعرِّف الآن الحدود بتلك التي كانت قائمة في عام 1967. سأل استطلاع الباروميتر العربي عن ترتيب الفلسطينيين لأولوياته. عند مقارنة مواقف أصحاب الأولويات المختلفة نجد ارتباطا واضحا بين تلك الأولويات والحلول التي يختارونها. مثلا، ترتفع نسبة من يفضلوا حل الدولتين على الحلول الأخرى بين أولئك الذين يعطون الأولوية للدولة الفلسطينية ولنظام الحقوق والحريات مقارنة بمن يجدون الأولوية في حق العودة أو بناء مجتمع متدين. كذلك، بحث استطلاع الباروميتر في اعتقادات الجمهور حول مدى وجود تمييز عنصري إسرائيلي ضد الفلسطينيين. عند مقارنة مواقف المجيبين على هذا السؤال، وجد استطلاع الباروميتر العربي أنه كلما ازداد الاعتقاد بوجود هذا التمييز كلما قل تفضيل حل الدولة الواحدة. يبدو إذا أن القلق من حصول تمييز مستقبلي محتمل ضد الفلسطينيين في حالة الدولة الواحدة يبعد المستجيبين عن دعم هذا الحل.
1) توازن القوى الداخلي: |
قمنا بفحص توازن القوى الداخلي بين مختلف الأحزاب السياسية الفلسطينية بطريقتين: التأييد للأحزاب والسلوك الانتخابي. وللوقوف على شعبية الشخصيات الفلسطينية، سألنا عن التصويت في انتخابات افتراضية كانت فيها المنافسة بين الرئيس الحالي محمود عباس والخصمين الأكثر شعبية، مروان البرغوثي من فتح وإسماعيل هنية من حماس.
التأييد الحزبي
عشية حرب 7 تشرين الأول (أكتوبر) سألنا عن تأييد الجمهور للأحزاب السياسية المختلفة. عند السؤال عن "الحزب الأقرب إليك"، اختار المستطلعون فتح بنسبة 30٪ (نفس النسبة في الضفة والقطاع) وحماس بنسبة 21٪ (17٪ في الضفة الغربية و27٪ في قطاع غزة)، والقوى الثالثة بنسبة 12٪ (6٪ في الضفة الغربية و21٪ في قطاع غزة)، واختارت النسبة الأكبر، أي37٪ (47٪ في الضفة و22٪ في القطاع) "لا شيء مما سبق".
قبل ذلك بشهر، في مطلع أيلول (سبتمبر) عندما سُئل المستطلعون "أي حزب تؤيد؟"، اختارت نسبة من 26٪ فتح (26٪ في الضفة الغربية و25٪ في القطاع)، وقالت نسبة من 22٪ أنها تؤيد حماس (12٪ في الضفة الغربية و38٪ في القطاع)، واختارت نسبة من 13٪ (12٪ في الضفة و15٪ في القطاع) القوى الثالثة، واختارت نسبة من 40٪ (52٪ في الضفة الغربية 23٪ في القطاع) "لا شيء مما سبق".
وقد أُجري استطلاع ثالث في أواخر تشرين الثاني (نوفمبر) وأوائل كانون أول (ديسمبر) 2023، أي بعد حوالي ستة أسابيع من إطلاق حماس هجومها في 7 تشرين الأول/أكتوبر. تم إجراء هذا الاستطلاع خلال فترة وقف إطلاق النار التي تبادل خلالها الطرفان النساء والأطفال المعتقلين لدى إسرائيل من سكان الضفة الغربية مقابل سكان مدنيين إسرائيليين احتجزتهم حماس في قطاع غزة. تشير نتائج هذا الاستطلاع المتعلق بحرب غزة إلى ارتفاع كبير في شعبية حماس في الضفة الغربية وارتفاع طفيف في شعبيتها في قطاع غزة. ارتفعت نسبة تأييد حماس في الضفة الغربية بأكثر من ثلاثة أضعاف لتصل إلى 44٪، لكنها ارتفعت قليلا في قطاع غزة لتصل إلى 42٪ ليصل مجمل تأييدها في المنطقتين إلى 43٪. في المقابل، انخفضت نسبة التأييد لفتح بشكل كبير حيث بلغت 17٪ فقط (16٪ في الضفة الغربية و18٪ في قطاع غزة). أما نسبة تأييد القوى الثالثة وغيرها فقد هبطت بنقطة مئوية واحدة لتصل إلى 12٪ (4٪ في الضفة الغربية و23٪ في قطاع غزة)، وانخفضت نسبة الذين اختاروا "لا شيء مما سبق" بمقدار 11 نقطة لتصل إلى 28٪.
شكل رقم (1): التأييد للأحزاب السياسية قبل وبعد هجوم السابع من أكتوبر 2023
استطلاع الباروميتر الثامن: أي الأحزاب التالية الأقرب إليك؟ الاستطلاعات المنتظمة: "أي من الأحزاب التالية تؤيد؟"
السلوك الانتخابي
١. انتخابات برلمانية
بحث استطلاع الباروميتر العربي الثامن في فلسطين السلوك الانتخابي: كيف سيصوت المستطلعون في انتخابات تشريعية جديدة. تُظهر النتائج أن نسبة التصويت لفتح تبلغ 24٪ فقط (23٪ في الضفة الغربية و26٪ في قطاع غزة)، في حين بلغت نسبة التصويت لقائمة "التغيير أو الإصلاح"، أي حماس، 15٪ فقط (9٪ في الضفة الغربية و24٪ في قطاع غزة)، وصوت 8٪ لأحزاب ثالثة كانت قد شاركت في الانتخابات التشريعية الأخيرة في عام 2006، ولم تصوت نسبة من 10٪ لأي من الأحزاب المتنافسة.
يعود سبب انخفاض نسبة التصويت لفتح وحماس مقارنة بنسبة التأييد أو التفضيل المذكورة أعلاه إلى رفض عدد كبير من المستطلعين المشاركة في الانتخابات. بلغت نسبة الرافضين للمشاركة في الانتخابات في هذا الاستطلاع 41٪ (51٪ في الضفة الغربية و25٪ في قطاع غزة). بعبارة أخرى، وجد الاستطلاع أن 51٪ من الجمهور بأكمله إما رفضوا التصويت أو اختاروا "لا شيء مما سبق". عندما يقتصر التصويت على المشاركين فعلا في الانتخابات ترتفع نسبة تأييد فتح إلى 40٪ (46٪ في الضفة الغربية و34٪ في القطاع) وترتفع نسبة التأييد لحماس إلى 25٪ (18٪ في الضفة الغربية و32٪ في قطاع غزة)، وترتفع نسبة المترددين، أي من اختاروا "لا أحد مما سبق"، إلى 21٪.
في مطلع أيلول (سبتمبر) 2023 بلغت نسبة التصويت لفتح 23٪ (22٪ في الضفة الغربية و25٪ في القطاع)، ولحماس 21٪ (13٪ في الضفة الغربية و34٪ في القطاع)، وللقوى الثالثة 6٪ (5٪ في الضفة و7٪ في القطاع)، وبلغت نسبة الذين لم يقرروا لمن سيصوتون 13٪ (14٪ في الضفة الغربية و12٪ في قطاع غزة). وبلغت نسبة الذين رفضوا المشاركة في هذه الانتخابات 36٪ (46٪ في الضفة الغربية و22٪ في قطاع غزة). وبعبارة أخرى، رفض 49٪ التصويت أو اختاروا "لا شيء مما سبق". عندما يقتصر التصويت على المشاركين فعلا في الانتخابات ترتفع نسبة التصويت لفتح إلى 36٪ (40٪ في الضفة الغربية و32٪ في القطاع) وترتفع نسبة التصويت لحماس إلى 34٪ (24٪ في الضفة الغربية و44٪ في قطاع غزة)، وترتفع نسبة الذين لم يقرروا لمن سيصوتون إلى 21٪ (26٪ في الضفة الغربية و16٪ في قطاع غزة).
غيرت حرب 7 أكتوبر بشكل كبير السلوك الانتخابي الافتراضي. انخفضت نسبة التصويت لفتح ب 10 نقاط مئوية لتصل إلى 13٪ (11٪ في الضفة الغربية و16٪ في القطاع) فيما ارتفعت نسبة التصويت لحماس بواقع 14 نقطة مئوية لتصل إلى 35٪ (31٪ في الضفة الغربية و41٪ في القطاع)، وحصلت القوى الثالثة على 3٪ (2٪ في الضفة الغربية و5٪ في قطاع غزة). بلغت نسبة الذين لم يقرروا لمن سيصوتون 17٪ (18٪ في الضفة الغربية و17٪ في القطاع) وبلغت نسبة الذين رفضوا المشاركة 31٪ (38٪ في الضفة الغربية و21٪ في قطاع غزة). وبعبارة أخرى، رفض 48٪ التصويت أو اختاروا "لا شيء مما سبق". عندما يقتصر التصويت على المشاركين في الانتخابات، أي 69٪ من مجمل من يحق لهم التصويت، تحصل فتح على 19٪ (18٪ في الضفة و21٪ في القطاع)، وللتغيير والإصلاح على 51٪ (50٪ في الضفة الغربية و52٪ في القطاع)، وتحصل كافة القوائم الأخرى على 5٪ من الأصوات (3٪ في الضفة الغربية و6٪ في القطاع)، ويختار 25٪ (28٪ في الضفة الغربية و21٪ في قطاع غزة) "لا شيء مما سبق".
من الجدير بالذكر أن نسبة التصويت لفتح وحماس في استطلاع الباروميتر أعلى بين الذين تبلغ أعمارهم 30 سنة وأكثر (43٪ و26٪ على التوالي) مقارنة ب 35٪ فقط لفتح و22٪ لحماس بين الذين تتراوح أعمارهم بين 18-29 سنة. في المقابل ترتفع نسبة المصوتين من الشباب لأحزاب ثالثة أو الذين لم يقرروا بعد (17٪ و26٪ على التوالي)، فيما تبلغ نسبة المصوتين الأكبر سنا لهاتين المجموعتين 12٪ و19٪ على التوالي. التدين هو المحرك الأكثر أهمية للتصويت: تبلغ نسبة تأييد حماس بين المتدينين 37٪ مقابل 18٪ بين متوسطي التدين وصفر بين غير المتدينين. في المقابل تبلغ نسبة تأييد فتح بين المتدينين 35٪ فقط مقابل 45٪ بين متوسطي التدين و41٪ بين غير المتدينين. تبلغ نسبة تأييد القوى الثالثة 11٪ بين المتدينين و11٪ بين متوسطي التدين و44٪ بين غير المتدينين. يحصل المترددون على 18٪ من المتدينين، و26٪ من متوسطي التدين، و15٪ من غير المتدينين.
٢. انتخابات رئاسية:
على غرار استطلاعات الرأي الأخرى التي أجراها المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، وجد استطلاع الباروميتر الثامن الفلسطيني أن مروان البرغوثي هو المرشح الرئاسي الأكثر شعبية. لو جرت الانتخابات الرئاسية عشية حرب ٧ تشرين أول (أكتوبر) لكانت نسبة من 34٪ (35٪ في الضفة و32٪ في القطاع) قد صوتت له. زعيم حماس اسماعيل هنية كان سيأتي في المرتبة الثانية حيث صوتت له نسبة من 16٪ (24٪ في قطاع غزة و11٪ في الضفة الغربية). يحصل الرئيس الحالي محمود عباس على 8٪ (12٪ في قطاع غزة و6٪ في الضفة الغربية). أما بقية الجمهور، أي 40٪ (47٪ في الضفة الغربية و30٪ في قطاع غزة)، فقد رفضت المشاركة في الانتخابات.
عند اقتصار النتائج على المشاركين في الانتخابات فقط، يحصل البرغوثي على 57٪ (66٪ في الضفة الغربية و46٪ في قطاع غزة)، ويحصل هنية على 27٪ (21٪ في الضفة الغربية و34٪ في قطاع غزة) ويحصل عباس على 14٪ (10٪ في الضفة الغربية و18٪ في القطاع). قبل ذلك بشهر تقريبا، في بداية أيلول (سبتمبر) الماضي، بلغت نسبة التصويت للبرغوثي 49٪ فقط (63٪ في الضفة الغربية و34٪ في القطاع) فيما صوتت نسبة من 36٪ (25٪ في الضفة الغربية و47٪ في القطاع) لهنية وصوتت نسبة من 13٪ (10٪ في الضفة الغربية و17٪ في القطاع) لعباس. بعبارة أخرى، ازدادت شعبية البرغوثي وانخفضت شعبية هنية عشية حرب 7 تشرين الأول/أكتوبر على غزة. غيرت الحرب هذا الاتجاه: في نهاية تشرين ثاني (نوفمبر) وأوائل كانون أول (ديسمبر) انخفضت نسبة التصويت للبرغوثي إلى 47٪ (55٪ في الضفة الغربية و35٪ في القطاع) فيما ارتفعت نسبة التصويت لهنية إلى 43٪ (39٪ في الضفة الغربية و49٪ في قطاع غزة) وانخفضت نسبة التصويت لعباس بنحو النصف لتصل إلى 7٪ فقط (3٪ في الضفة الغربية و13٪ في الضفة الغربية).
شكل رقم (4): التصويت في انتخابات رئاسية في ثلاث استطلاعات، بين الناخبين فقط
تجدر الإشارة إلى أن استطلاع الباروميتر العربي الثامن يظهر أن التأييد للبرغوثي، عندما يتنافس مع هنية وعباس معا، هو نفسه تقريبا بين الجنسين وبين مختلف الاعمار. لكن التأييد أعلى بين متوسطي التدين، حيث يبلغ 63٪ مقارنة بالمتدينين (51٪). والمثير للدهشة أن 66٪ من مصوتي حركة فتح يدلون بأصواتهم للبرغوثي رغم أن عباس، المتنافس مع البرغوثي، هو رئيس هذه الحركة. أيضا، من المدهش أن 70٪ من أولئك الذين يختارون "لا شيء مما سبق"، عندما يصوتون في انتخابات برلمانية، يصوتون له. في هذا السياق يحصل البرغوثي على أصوات تبلغ 73٪ من بين المصوتين لأحزاب ثالثة، بل ويحصل على 9٪ من أصوات مؤيدي حركة حماس. رغم أن هنية، المتنافس مع البرغوثي، هو رئيس هذه الحركة.
٣. المطالبة باستقالة الرئيس عباس:
بحث استطلاع الباروميتر العربي الثامن في فلسطين جوانب أخرى من ميزان القوى الداخلي، وأهمها المطالبة باستقالة الرئيس عباس، وقدرة الفلسطينيين على إجراء الانتخابات، وأسباب عدم إجراء الانتخابات الوطنية منذ عام 2006. وجد استطلاع الباروميتر العربي الثامن أن المطالبة باستقالة الرئيس عباس عشية حرب 7 أكتوبر على غزة قد بلغت 78٪ (85٪ في الضفة الغربية 67٪ في قطاع غزة). وقبل ذلك بشهر واحد وجدنا أن 79٪ (78٪ في الضفة الغربية و79٪ في قطاع غزة) يطالبون باستقالة الرئيس عباس. أما في الاستطلاع الثالث الذي أجري في نهاية نوفمبر وبداية ديسمبر فقد ارتفعت نسبة المطالبة باستقالة الرئيس عباس إلى 88٪ (92٪ في الضفة الغربية و81٪ في قطاع غزة).
شكل رقم (5): المطالبة باستقالة الرئيس محمود عباس في ثلاث استطلاعات، بين الناخبين فقط
"لو عاد الأمر لك، هل تريد أو لا تريد من الرئيس عباس الاستقالة؟"
من الجدير بالذكر أن استطلاع الباروميتر العربي الثامن يظهر أن الدعم لاستقالة عباس هو بنفس النسبة تقريبا بين الشباب والكبار في السن، وبين الرجال والنساء. لكن نسبة التأييد لهذه الاستقالة أعلى بين المتدينين، حيث تبلغ 82٪ وتنخفض إلى 77٪ بين متوسطي التدين و59٪ بين غير المتدينين. ومن المثير للدهشة أن أغلبية تبلغ 54٪ من المصوتين لفتح، من بين المشاركين في انتخابات تشريعية افتراضية، تطالب باستقالة الرئيس عباس. ترتفع نسبة المطالبة باستقالة الرئيس بين مصوتي القوى الثالثة، والذين اختاروا "لا شيء مما سبق" والذين صوتوا لحماس: 77٪ و80٪ و95٪ على التوالي.
ينقسم الجمهور في استطلاع الباروميتر بالتساوي تقريبا حول ما إذا كان بإمكانهم اليوم انتخاب قيادتهم الوطنية حيث تقول نسبة من 48٪ أن ذلك ممكن، ولكن نسبة من 50٪ تقول إنه غير ممكن. في قطاع غزة قالت نسبة من 58٪ أن ذلك غير ممكن فيما تبلغ هذه النسبة 46٪ في الضفة الغربية. أما بين الذين أجابوا " أن ذلك غير ممكن " فإن النسبة الأكبر (33٪) قالت إن الفلسطينيين لا يستطيعون انتخاب قيادتهم بسبب الانقسام بين الضفة والقطاع مما يجعل من الصعب إجراء الانتخابات في المنطقتين في وقت واحد. ترتفع هذه النسبة قليلا في قطاع غزة مقارنة بالضفة الغربية (36٪ و32٪ على التوالي). لكن نسبة من 29٪ قالت إن الفلسطينيين لا يستطيعون انتخاب قيادتهم الوطنية لأن القيادة الراهنة لهذه السلطة في الضفة الغربية تخشى خسارة هذه الانتخابات؛ ترتفع نسبة المعتقدين بهذا الرأي في الضفة الغربية مقارنة بقطاع غزة (36٪ و20٪ على التوالي).
ربما لهذا السبب وأسباب أخرى سنتناولها لاحقا وجد استطلاع الباروميتر العربي أن أغلبية من 60٪ من الفلسطينيين تعتقد أن السلطة الفلسطينية قد أصبحت عبء على الشعب الفلسطيني فيما تقول نسبة من 37٪ أنها إنجاز له. يتضح من النتائج أن سكان الضفة الغربية هم الأكثر ميلا من سكان قطاع غزة (66٪ و52٪ على التوالي) للاعتقاد أن السلطة الفلسطينية عبء.
الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي: |
بحث استطلاع الباروميتر العربي الثامن في فلسطين جوانب العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية، وأهمها التأييد لحلول تفاوضية مختلفة لإنهاء الصراع، ومكانة الدولة الفلسطينية في الأولويات الفلسطينية، والتضامن العالمي مع القضية الفلسطينية، ومدى التمييز العنصري في السيطرة الإسرائيلية على الفلسطينيين.
ثلاثة حلول لإنهاء الصراع: عُرضت على الفلسطينيين ثلاثة حلول ممكنة للصراع مع إسرائيل، حلول من شأنها أن تساعد في إنهاء الصراع بين الجانبين، وطُلب منهم اختيار الحل الذي يفضلونه. بما أن الحلول الثلاثة المعروضة كانت نتائج محتملة لمفاوضات سلام، فقد عُرض على المشاركين حلولا "أخرى" غير محددة كان بإمكانهم تحديدها إذا رغبوا في ذلك. شملت الثلاثة حل الدولتين على أساس حدود عام 1967، وحل الدولة الواحدة للفلسطينيين والإسرائيليين اليهود، والكونفدرالية بين دولتي فلسطين وإسرائيل. تجدر الإشارة إلى أن "حل الدولة الواحدة" لم يحدد أن الجانبين سيكون لهما حقوق متساوية. لذلك، من الناحية النظرية، يمكن للمرء أن يختار هذا الحل بغض النظر عما إذا كان اليهود الإسرائيليون أو الفلسطينيون سيحصلون على حقوق متساوية. حصل حل الدولتين بحدود 1967 على التأييد الأكبر (51٪)، حيث أظهر سكان قطاع غزة تأييدا أكثر بقليل من سكان الضفة الغربية (54٪ و49٪ على التوالي)، وحصل حل الدولة الواحدة على 10٪، والكونفدرالية على 7٪. اختار الربع (28٪ في الضفة الغربية و20٪ في قطاع غزة) حلولا "أخرى" وقالت نسبة من 7٪ أنها لا تعرف أو لم تقدم إجابة. بعبارة أخرى، لم يؤيد 32٪ أيا من الحلول الثلاثة المقترحة.
من المفيد الإشارة أيضا إلى أن نسبة تأييد حل الدولتين في استطلاع الباروميتر الثامن ترتفع بين الذين تبلغ أعمارهم 30 عاما أو أكثر مقارنة بالشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18-29 سنة (54٪ و45٪ على التوالي). كما ترتفع هذه النسبة بين مصوتي القوى الثالثة ومصوتي فتح وكذلك الذين اختاروا "لا شيء مما سبق" (61٪ و55٪ و47٪ على التوالي) مقارنة بمؤيدي حماس (34٪).
كان الباروميتر العربي السابع في فلسطين قد سأل نفس السؤال بالضبط قبل عامين، في أكتوبر 2021. تتشابه النتائج إلى حد كبير مع تلك التي تم الحصول عليها في أحدث موجة للباروميتر في أكتوبر 2023. بلغت نسبة تأييد حل الدولتين آنذاك 53٪ (49٪ في الضفة الغربية و58٪ في قطاع غزة) فيما بلغت نسبة تأييد حل الدولة الواحدة 8٪ (10٪ في الضفة الغربية و4٪ في قطاع غزة) وبلغت نسبة تأييد الكونفدرالية الفلسطينية-الإسرائيلية 6٪ (3٪ في الضفة الغربية و9٪ في قطاع غزة). أما الذين اختاروا "أخرى" والذين لم يجيبوا فقد بلغت نسبتهم مجتمعين 34٪ (38٪ في الضفة الغربية و29٪ في قطاع غزة).
كذلك تم طرح نفس سؤال الحلول الثلاثة هذا مرتين في استطلاعات الرأي العادية التي أجراها المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية وذلك في كانون أول (ديسمبر) 2020 وحزيران (يونيو) 2021. في كانون أول (ديسمبر) 2020 بلغت نسبة تأييد حل الدولتين 49٪ (44٪ في الضفة الغربية و56٪ في قطاع غزة) واختار آنذاك حوالي الثلث (31٪) حلولا "أخرى" أو لم يعطوا أية إجابة. في حزيران 2021، أي بعد شهر واحد من الحرب الرابعة بين حماس وإسرائيل في أيار (مايو) ، هبطت نسبة تأييد حل الدولتين قليلا لتصل إلى 46٪ (41٪ في الضفة الغربية و54٪ في قطاع غزة) فيما ارتفعت نسبة تأييد الحلول "الأخرى" والذين لم يختاروا أية إجابة إلى 38٪ (48٪ في الضفة الغربية و23٪ في قطاع غزة).
شكل رقم (6): التأييد لحلول ثلاثة ممكنة لإنهاء الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي
"أي من الحلول الثلاثة التالية تفضل؟"
أسباب الارتفاع في نسبة تأييد حل الدولتين في استطلاع الباروميتر الثامن: كما أشرنا أعلاه، فإن الحلول الثلاثة التي قدمت للمستطلعين في الاستطلاعات الأربعة المذكورة أعلاه، بما في ذلك استطلاعي الباروميتر السابع والثامن، هي حلول تفاوضية حيث يُجبر المشاركون إلى اختيار واحدا منها أو رفضها جميعا واقتراح بديل عنها. الطريقة البديلة المعتادة التي سألنا بها عن حل الدولتين طرحت في أيلول/سبتمبر وكانون الأول/ديسمبر 2023 ولكن ليس في الباروميتر الثامن. أظهرت النتائج في أيلول (سبتمبر) أن حوالي الثلث (32٪) يؤيدون وثلثا الجمهور يعارضون فكرة حل الدولتين التي عرضت على الجمهور دون تقديم تفاصيل عنها. تجدر الإشارة إلى أنه قبل ذلك بثلاثة أشهر، أي في حزيران (يونيو) 2023 ، بلغ التأييد لهذا الحل 28٪. أظهر استطلاع كانون أول (ديسمبر) 2023 أنه على الرغم من حرب 7 أكتوبر والارتفاع الكبير في تأييد حماس والكفاح المسلح، إلا أن تأييد حل الدولتين لم ينخفض. في الواقع، ارتفعت هذه النسبة قليلا إلى 34٪ وانخفضت المعارضة من 67٪ إلى 64٪. كما هو مبين أدناه، في الشكل (7)، كان تأييد حل الدولتين في كانون أول (ديسمبر) 2023 هو الأعلى في ذلك العام.
شكل رقم (7): التأييد والمعارضة لحل الدولتين خلال عام 2023
"هل تؤيد أم تعارض الحل القائم على أساس قيام دولة فلسطين إلى جانب دواة إسرائيل وهو ما يعرف بحل الدولتين؟"
يتضح من تحليل مقارن للإجابات على سؤالي الحلول الثلاثة هذا والإجابات على السؤال الاعتيادي الذي يطرحه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في كافة استطلاعاته، وهو الذي يسأل عن التأييد والمعارضة لحل الدولتين، أن أكثر من ثلاثة أرباع مؤيدي حل الدولتين في السؤال الاعتيادي يميلون لتأييد نفس الحل في سؤال الحلول الثلاثة فيما يميل معارضو حل الدولتين في السؤال العادي إلى اختيار حلول "أخرى"، أو يرفضون الإجابة عندما يُجبرون على اختيار حل تفاوضي من بين ثلاثة.
كما هو مبين في الشكل أدناه، فإن الغالبية العظمى (76٪) من مؤيدي حل الدولتين في السؤال الاعتيادي لاستطلاع المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في حزيران 2021 أيدوا حل الدولتين عندما أجبروا على اختيار أحد الحلول الثلاثة التفاوضية، فيما أيد 9٪، من هؤلاء المؤيدين لحل الدولتين، حل الدولة الواحدة، وأيد 6٪ حل الكونفدرالية. نكتشف هنا إذا أن بعض مؤيدي حل الدولة الواحدة والكونفدرالية، في سؤال الحلول الثلاثة، كانوا قد اضطروا في السؤال الاعتيادي (حول تأييد أو معارضة ذلك الحل) إلى اختيار هذا الحل رغم أنهم فضلوا هذين الحلين الآخرين. في المقابل اختارت أغلبية (56٪) من معارضي حل الدولتين في السؤال الاعتيادي حلولا "أخرى" أو رفضوا الإجابة عندما طلب منهم اختيار أحد الحلول الثلاثة التفاوضية. كذلك، نكتشف في هذا التحليل المقارن أن 5٪ من معارضي حل الدولتين يفضلون حل الدولة الواحدة و12٪ يفضلون حل الكونفدرالية. مع ذلك، نكتشف أمرا محيرا حيث اختارت نسبة من 27٪ من الذين عارضوا حل الدولتين افي السؤال الاعتيادي هذا الحل ذاته الذي يرفضونه عندما أجبروا على اختيار أحد الحلول الثلاثة التفاوضية. ولعل السبب في حدوث ذلك يعود إلى حقيقة أنه في حين أن السؤال الاعتيادي، حول تأييد ومعارضة حل الدولتين، لا يشير لحدود الدولة الفلسطينية فإن سؤال الحلول الثلاثة يحدد بوضوح أن هذا الحل يقوم على أساس حدود عام 1967.
شكل رقم (8): التأييد والمعارضة لحل الدولتين خلال عام 2023
مقارنة ببن مواقف مؤيدي ومعارضي حل الدولتين "هل تؤيد أم تعارض الحل القائم على إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، والمعروف باسم حل الدولتين؟" مع تأييد الحلول الثلاثة التفاوضية "أي حل تفضله من بين التالي؟"
الربط بين ترتيب الأولويات الفلسطينية والتأييد حل الدولتين: كما أشرنا أعلاه، وجد الباروميتر العربي الثامن في فلسطين أن أغلبية ضئيلة من الفلسطينيين تؤيد حل الدولتين، وذلك عند توفر الشرطين الذين أشرنا إليهما أعلاه، وهما أولا تعريف حدود الدولة الفلسطينية على أنها حدود عام 1967 وثانيا عند إجبار المشاركون على اختيار أحد الحلول الثلاثة التفاوضية. تتعزز هذه النتيجة بنتيجة أخرى في نفس الاستطلاع. في سؤال عما يجب أن تكون عليه الأولويات أو الغايات العليا للشعب الفلسطيني قالت نسبة من 46٪ (50٪ في الضفة الغربية و39٪ في القطاع) أن بناء دولة فلسطينية على حدود عام 1967 ينبغي أن تكون الأولوية الأولى فيما قالت نسبة من 32٪ أنها ينبغي أن تكون حق العودة للاجئين، وقالت نسبة من 11٪ أنها ينبغي أن تكون بناء نظام سياسي يضمن الحقوق والحريات، وقالت نسبة من 11٪ أنها ينبغي أن تكون بناء مجتمع ديني تقي يطبق التعاليم الإسلامية. بعبارة أخرى، فإن نسبة الذين يعطون الأولوية للدولة الفلسطينية وطابعها الديمقراطي تبلغ 57٪. كما يشير الشكل أدناه، عندما يتم مقارنة المواقف المتعلقة بترتيب الأولويات مع التأييد للحلول المختلفة، فإن التأييد الأكبر لحل الدولتين يأتي من أولئك الذين يعطون الأولوية لدولة فلسطينية يتبعهم أولئك الذين يعطون الأولوية للحقوق والحريات (64٪ و43٪ على التوالي).
شكل رقم (9): مقارنة تأثير المواقف المتعلقة بترتيب الأولويات/الأهداف الفلسطينية: " أيهما برأيك ينبغي أن يكون الهدف الأول الأكثر أهمية الذي يجب على الشعب الفلسطيني أن يسعى جاهدا لتحقيقه؟" على تأييد الحلول الثلاثة التفاوضية: "أي حل تفضله من بين ما يلي؟"
الانطباعات عن التمييز العنصري الإسرائيلي ضد الفلسطينيين وانخفاض نسبة تأييد حل الدولة الواحدة: أخيرا، في سياق مواقف الجمهور من الحلول التفاوضية الثلاثة، يجدر النظر في سبب عزوف الجمهور عن تأييد فكرة "دولة واحدة للفلسطينيين واليهود الإسرائيليين" وذلك عند توفر بديلين آخرين، أي حل الدولتين والكونفدرالية الفلسطينية-الإسرائيلية. يقدم الباروميتر العربي الثامن تفسيرا محتملا لذلك: عند السؤال عن مدى وجود تمييز عنصري ضد الفلسطينيين اليوم، قالت نسبة من 92٪ أن هذا التمييز موجود فعلا إما إلى حد كبير أو متوسط فيما قالت نسبة من 8٪ فقط أنه موجود إلى حد ضئيل أو غير موجود على الإطلاق. كما ذكر آنفا، لم يتم الإشارة إلى أن هذا الحل سيستند إلى المساواة في الحقوق بين الفلسطينيين والإسرائيليين اليهود. لذلك، فإن القلق بشأن التمييز المحتمل ضد الفلسطينيين في حل الدولة الواحدة في المستقبل ربما يكون قد دفع المستطلعين لتفضيل الحلين الآخرين عليه. يوضح الشكل التالي أنه كلما زاد الاعتقاد بوجود التمييز قلت التأييد لحل الدولة الواحدة، حيث تبلغ 8٪ فقط، وكلما زاد الاعتقاد بعدم وجود التمييز كلما ارتفعت نسبة تأييد هذا الحل لتصل إلى 24٪.
شكل رقم (10): مقارنة تأثير الاعتقادات حول وجود تمييز عنصري إسرائيلي ضد الفلسطينيين "إلى أي مدى تعتقد أن التمييز العنصري من قبل الإسرائيليين ضد الفلسطينيين يمثل مشكلة خطيرة في الضفة الغربية وغزة؟" على تأييد الحلول الثلاثة التفاوضية: "أي حل تفضله من بين ما يلي؟"