الفلسطينيون والإسرائيليون يؤيدون المبادرة المصرية والتواجد الدولي في قطاع غزة بعد الانسحاب الإسرائيلي كجزء من خطة شارون للانفصال
23-27 حزيران (يونيو) 2004
أجرى المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية (رام الله) ومعهد ترومان لأبحاث السلام في الجامعة العبرية استطلاعاً مشتركاً للرأي العام الفلسطيني والإسرائيلي في الفترة الواقعة بين 23-27 حزيران (يونيو) 2004.
تم إعداد هذا الاستطلاع بهدف فحص مواقف الفلسطينيين والإسرائيليين من خطة شارون المعدلة للانفصال عن قطاع غزة ومن المبادرة المصرية المتعلقة بمسائل الأمن والتواجد المصري في قطاع غزة. كذلك تم سؤال الفلسطينيين عن الانتخابات المحلية وغيرها وسؤال الإسرائيليين عن قرار المدعي العام المتعلق بقضية الجزيرة اليونانية. هذا الاستطلاع هو التاسع ضمن مشروع بحثي حول الرأي العام لدى الشعبين. تم إجراء الاستطلاع الأول في تموز (يوليو) 2000 فور الانتهاء من قمة كامب دافيد.
تم إعداد الاستطلاعين والإشراف عليهما من قبل د. يعقوب شامير أستاذ الاتصالات بالجامعة العبرية، ود.خليل الشقاقي أستاذ العلوم السياسية ومدير المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية. طرح الاستطلاعان أسئلة متطابقة على عينة من 1320 فلسطينياً في 120 موقعاً سكنياً في الضفة الغربية وقطاع غزة (بما في ذلك القدس الشرقية) وذلك في مقابلات وجهاً لوجه وكانت نسبة الخطأ 3%. تم إجراء المقابلات بين 24-27 يونيو (حزيران) 2004. أما العينة الإسرائيلية فكانت ممثلة للجمهور الإسرائيلي وشملت 502 شخصاً، وتمت المقابلات من خلال التليفون وكانت نسبة الخطأ 4.5%. أجريت المقابلات في إسرائيل باللغات العبرية والعربية والروسية وذلك ما بين 23-27 حزيران (يونيو) 2004.
يستعرض الملخص التالي النتائج الرئيسية للاستطلاعين. لمزيد من التفاصيل حول الاستطلاع الفلسطيني يمكن الاتصال بـ خليل الشقاقي (ت: 2964933-02) أو البريد الإلكتروني kshikaki@pcpsr.org . أما بالنسبة للاستطلاع الإسرائيلي فيمكن الاتصال بـ يعقوب شامير (ت: 6419429-03) أو البريد الإلكتروني jshamir@huji-ac.il
ملخص النتائج
(1) خطة الانفصال المعدلة
· حوالي ثلثي الفلسطينيين (64%) و 54% من الإسرائيليين يؤيدون المبادرة المصرية المقترحة في إطار خطة شارون للانفصال. 39% من الإسرائيليين و32% من الفلسطينيين يعارضونها. تنادي المبادرة بتوحيد الأجهزة الأمنية الفلسطينية تحت قيادة مجلس الوزراء وبتعيين وزير داخلية فعال وبإرسال مستشارين ورجال أمن مصريين إلى قطاع غزة للمساهمة في تطبيق وقف إطلاق النار. وقد تم سؤال الفلسطينيين عن هذه البنود المختلفة للخطة وقد تراوح التأييد لها بين 81% لتوحيد الأجهزة الأمنية، و87% لتعيين وزير داخلية فعال، ولكن 53% فقط أيدوا إرسال رجال الأمن المصريين للقطاع.
· يؤيد الفلسطينيون والإسرائيليون أيضاً تواجداً دولياً في قطاع غزة يكون مسؤولاً عن الأمن في معبر رفح الدولي وعلى الحدود المصرية-الفلسطينية. 53% من الإسرائيليين و60% من الفلسطينيين يؤيدون ذلك فيما يعارضه 43% من الإسرائيليين و39% من الفلسطينيين. إضافة لذلك، 70% من الفلسطينيين و52% من الإسرائيليين يؤيدون تواجداً دولياً يهدف لإعادة بناء المؤسسات المدنية الفلسطينية. 64% من الفلسطينيين و43% من الإسرائيليين يؤيدون تواجداً دولياً يهدف لإعادة بناء أجهزة الأمن الفلسطينية. كذلك فإن 78% من الفلسطينيين يؤيدون تواجداً دولياً يهدف لبناء الاقتصاد والبنية التحتية و61% منهم يؤيدون نشر قوات دولية في المستوطنات من أجل حمايتها والحفاظ عليها بانتظار التوصل لاتفاق فلسطيني-إسرائيلي حول مستقبلها.
· ثلثي الإسرائيليين (66%) يؤيدون و31% يعارضون خطة شارون المعدلة للانفصال. كما أن 68% من الإسرائيليين يؤيدون و31% يعارضون إزالة معظم المستوطنات في المناطق المحتلة كجزء من اتفاق سلام مع الفلسطينيين. أما بين الفلسطينيين فإن نسبة التأييد لخطة شارون المعدلة لا تتجاوز 34% فيما يعارضها 65%. بلغ تأييد الخطة الإسرائيلية في مارس الماضي 73% بين الفلسطينيين و64% بين الإسرائيليين وذلك عند الإعلان عنها لأول مرة. يظهر الاستطلاع هبوطاً حاداً في تأييد الفلسطينيين للخطة وازدياداً طفيفاً في تأييد الإسرائيليين لها. أما بالنسبة لتوقعات الطرفين بشأن إمكانية تطبيقها فلم تتغير تقريباً منذ مارس الماضي بالرغم من التغييرات التي أدخلت على الخطة والتي تتطلب قرارات حكومية إضافية قبل البدء بالانسحاب الفعلي. 49% من الإسرائيليين و24% من الفلسطينيين يعتقدون أن الخطة سوف تنفذ وذلك مقارنة بـ 54% من الإسرائليين و24% من الفلسطينيين الذين اعتقدوا في مارس الماضي أن شارون جاد في نواياه بالانسحاب من قطاع غزة.
· بعد الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، 59% من الفلسطينيين قلقون من حصول صراع داخلي. كما أن 30% فقط بين الفلسطينيين و10% فقط بين الإسرائيليين يعتقدون أن للسلطة الفلسطينية قدرة عالية على السيطرة على الأوضاع في قطاع غزة بعد الانسحاب الإسرائيلي.كذلك، فإن 31% من الفلسطينيين و8% من الإسرائيليين يعتقدون أن الحياة في قطاع غزة ستعود إلى طبيعتها بشكل منتظم. لكن بينما يعتقد 59% من الفلسطينيين بأن السلطة الفلسطينية هي التي ستسيطر على القطاع بعد الانسحاب فإن 27% فقط من الإسرائيليين يعتقدون ذلك. 45% من الإسرائيليين يعتقدون أن قطاع غزة سوف يقع تحت سيطرة الحركات والمجموعات المسلحة و26% من الفلسطينيين يعتقدون ذلك.
· تؤيد الغالبية العظمى من الفلسطينيين (90%) مشاركة حماس في إدارة قطاع غزة بعد الانسحاب الإسرائيلي وتفضل هذه الغالبية أن تكون نسبة حماس في صنع القرار 50% أما الإسرائيليون فيظهرون تحفظاً حول مشاركة حماس حيث يؤيد ذلك 35% فقط ويعارضه 60%.
(2) العمل المسلح وعملية السلام والمصالحة
· رغم أن 69% من الفلسطينيين يعتقدون أن المواجهات المسلحة قد ساهمت حتى الآن في تحقيق الحقوق الفلسطينية التي لم تتمكن المفاوضات من تحقيقها، فإن 40% فقط يعتقدون أن الفلسطينيين قد خرجوا منتصرين حتى الآن في الصراع المسلح الدائر منذ سبتمبر 2000. 37%من الفلسطينيين يعتقدون أن أحداً لم يخرج منتصراً فيما تعتقد نسبة من 16% أن الإسرائيليين قد خرجوا منتصرين. أما بالنسبة للإسرائيليين فهم أيضاً لا يعتقدوا بأنهم قد خرجوا منتصرين، إذ لم تزد نسبة من اعتقد بينهم أن إسرائيل قد خرجت منتصرة عن 11%، فيما اعتقدت نسبة من 57% أن الطرفين لم ينتصرا واعتقدت نسبة من 26% أن الفلسطينيين قد خرجوا منتصرين. على عكس الفلسطينيين، فإن 57% من الإسرائيليين لا يعتقدون أن المواجهات المسلحة قد ساهمت في تحقيق حقوق الفلسطينيين التي فشلت المفاوضات في تحقيقها لهم.
· أغلبية من 59% من الفلسطينيين تؤيد استمرار العمليات التفجيرية داخل إسرائيل فيما لو كان ذلك متاحاً. وبشكل مشابه فإن أغلبية كبيرة من الإسرائيليين (67%) تؤيد استمرار سياسة الاغتيالات المركزة فيما لو كان ذلك متاحاً وذلك على الرغم من الانخفاض في مستوى العنف المتبادل خلال الأشهر القليلة الماضية. وجد الاستطلاع أن مستوى الإحساس بالتهديد لدى الطرفين بقي عالياً جداً: 78% من الإسرائيليين و77% من الفلسطينيين يشعرون أن الأمن والسلامة لهم ولإفراد عائلاتهم غير متوفرة في هذه الأيام. لذلك فإن تأييد وقف متبادل للعنف جاء عالياً (90% بين الإسرائيليين و79% بين الفلسطينيين). وفيما لو تم التوصل لاتفاق كهذا، فإن أغلبية من 55% من الفلسطينيين ستؤيد قيام السلطة الفلسطينية باتخاذ إجراءات لمنع حدوث هجمات مسلحة ضد أهداف إسرائيلية. كما أن تأييد المصالحة بعيدة المدى بين الشعبين بقي عالياً (72% بين الفلسطينيين و80% بين الإسرائيليين) رغم أن 43% من الفلسطينيين و28% من الإسرائيليين يعتقدون أن المصالحة لن تكون ممكنة أبداً.
(3) أوضاع إسرائيلية داخلية: قضية الجزيرة اليونانية
· ثلاثة أرباع الإسرائيليين (76%) يعتقدون أنه توجد اليوم في إسرائيل علاقات فساد بين رجال السلطة ورجال المال. 39% من الإسرائيليين يعتقدون أن قرار المستشار القانوني للحكومة في قضية الجزيرة اليونانية سوف يساهم في زيادة الفساد، و74% يعتقدون أنه لن يكون له تأثير، و6% فقط يعتقدون أنه سيساهم في تقليص الفساد. 63% من الجمهور الإسرائيلي يعتقدون أنه لو كان هناك مواطن عادي مشتبه بارتكابه أمور غير قانونية كتلك التي يشتبه قيام شارون بارتكابها، فإن فرصة قيام المستشار القانوني بالتوصل لقرار مشابه في هذه الحالة منخفضة أو منخفضة جداً.
· 35% من الإسرائيليين يثقون بقرار النائب العام (أربيل) فيما أعربت نسبة من 33% منهم عن ثقتها بقرار المستشار القانوني (مزوز). 12% لم يثقوا بأي منهما، و21% لم يكن لهم رأي أو رفضوا الإجابة.
(4) شؤون فلسطينية داخلية
(أ) الانتخابات البلدية
· لو جرت هذه الانتخابات البلدية قريبا وكانت نزيهة فإن نسبة من 34% تعتقد أن مرشحي فتح سيفوزون فيها، ونسبة من 27% تعتقد أن مرشحي حماس والجهاد سيفوزون بها، ونسبة 17% تعتقد أن مرشحين مستقلين سيفوزون بها، ونسبة من 9% فقط تعتقد أن الفائزين سيكونون مرشحي العائلة، أما بالنسبة لكيفية تصويت المستطلعين أنفسهم، فكانت إجاباتهم كما يلي: 28% سيصوتون لمرشحي حماس والجهاد، 26% سيصوتون لمرشحي فتح، 17% للمستقلين، و9% لمرشحي العائلة. (في قطاع غزة: 32% سيصوتون لحماس والجهاد، 23% لفتح، 18% للمستقلين و 7% للعائلة).
· أغلبية من 70% تؤيد مشاركة سكان المخيمات في الانتخابات البلدية للمدن التي تقع المخيمات داخل حدود بلدياتها، و23% تؤيد إجراء انتخابات مستقلة لهذه المخيمات لانتخاب لجان محلية لإدارتها، و 5% فقط لا تؤيد مشاركة المخيمات في الانتخابات المحلية.
(ب) الإصلاح والفساد
· نسبة عالية جدا (92%) تؤيد الدعوات الداخلية والخارجية لإجراء إصلاحات سياسية واسعة وجذرية على مؤسسات وأجهزة السلطة الفلسطينية. لكن نسبة المعتقدين أن السلطة تقوم فعلا هذه الأيام بإجراء إصلاحات سياسية كهذه لا تزيد عن 40%.
· نسبة الاعتقاد بوجود فساد في السلطة الفلسطينية تبلغ 87%، ومن بين هؤلاء فإن الثلثين يعتقدون بأن هذا الفساد سيبقى على حاله أو سيزيد مع مرور الأيام. كذلك فإن أكثر من ثلثي المستطلعين يعتقدون بأنه في أغلب الأوقات لا يتم محاسبة المتهمين والمسؤولين عن الفساد في السلطة الفلسطينية.
(5) شعبية ياسر عرفات ومروان البرغوثي والحركات السياسية:
· في سؤال مفتوح (بدون إعطاء قائمة بالأسماء) عن انتخابات رئيس للسلطة الفلسطينية، حصل ياسر عرفات على تأييد الأغلبية (54%) ولم يحصل أي مرشح آخر على 2% أو أكثر ما عدا مروان البرغوثي ومحمود الزهار (2% لكل منهما). أما في سؤال مغلق (مع قائمة مقدمة بالأسماء) لانتخاب رئيس السلطة فحصل ياسر عرفات على 49%، وحيدر عبد الشافي على 10%.
· وفي سؤال مفتوح آخر عن انتخاب نائب لرئيس السلطة حصل أحمد قريع (أبو العلاء) على أعلى الأصوات (9%) وتبعه مروان البرغوثي (8%)، أما في السؤال المغلق حول نائب الرئيس حصل مروان البرغوثي على أعلى الأصوات (25%).
· شعبية حركة فتح بقيت تقريبا كما كانت في آذار (مارس) الماضي (28%)، لكن شعبية حركة حماس ارتفعت من 20% إلى 24%. نسبة التأييد للإسلاميين كافة (حماس والجهاد والإسلاميين المستقلين) ارتفعت من 29% إلى 35%.