استطلاع فلسطيني-إسرائيلي مشترك
الفلسطينيون والإسرائيليون يؤيدون عملية السلام والمصالحة بين الشعبين لكنهم أقل استعدادا من قادتهم لدفع الثمن المطلوب
31-27 تموز (يوليو) 2000
قام المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في رام الله ومعهد ترومان للسلام في الجامعة العبرية في القدس بإجراء استطلاع مشترك للرأي العام الفلسطيني والإسرائيلي، وذلك لفحص التوجهات السائدة لدى الشعبين على ضوء فشل مفاوضات كامب دافيد. تم التخطيط والإعداد للاستطلاع من قبل د. يعقوب شامير، أستاذ الاتصالات في الجامعة العبرية، ود. خليل الشقاقي، أستاذ العلوم السياسية ومدير المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية. تضمن الاستطلاع أسئلة موحدة للطرفين الفلسطيني والإسرائيلي. بلغ حجم العينة الفلسطينية 1259 من الضفة والقطاع، بما في ذلك القدس الشرقية. وقد تم إجراء المقابلات وجها لوجه في المنازل وكانت نسبة الخطأ 3%. أما العينة الإسرائيلية فقد بلغت 525 ، وقد تم إجراء المقابلات تلفونيا وكانت نسبة الخطأ 4.5%. تم إجراء المقابلات بين 27-31 تموز (يوليو) 2000.
يأمل المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية ومعهد ترومان أن يشكل هذا العمل المشترك مقدمة لمزيد من البحث حول الرأي العام الفلسطيني والإسرائيلي خلال السنوات القادمة.
يستعرض الملخص التالي أهم نتائج الاستطلاع المشترك. لمزيد من التفاصيل حول الاستطلاع الفلسطيني يرجى الاتصال بـ د. خليل الشقاقي ت 2964933-02 أو بالبريد الإلكتروني pcpsr@pcpsr.org وحول الاستطلاع لإسرائيلي، يرجى الاتصال بـ د. يعقوب شامير، ت 6419429-03 أو بالبريد الإلكتروني
ملخص النتائج
الصورة العامة التي تبرز من هذين الاستطلاعين المتعلقين بقمة كامب دافيد هي أن الجمهورين الفلسطيني والإسرائيلي أقل استعدادا من قادتهما لدفع ثمن السلام، لكنهما مع ذلك يتوقعان التوصل لاتفاق حل وسط ويؤيدان المصالحة بين الشعبين.
1) آراء حول المواقف والتنازلات التي قدمت في كامب دافيد:
عبرت أغلبية من الطرفين عن نقدها للمواقف التي اتخذها قادتهما في كامب دافيد. بينما اعتقدت أغلبية من الفلسطينيين (68%) بأن موقف ياسر عرفات العام في القمة كان "مناسبا وصحيحا"، فإن المعظم اعتبر المواقف المحددة التي قيل في الصحاقة أن الطرف الفلسطيني قد تبناها تجاه قضايا المفاوضات المختلفة على أن "فيها تنازلات كثيرة". لكن الجمهور الإسرائيلي كان أقل تأييدا لموقف إيهود براك العام. نسبة 57% اعتقدت أن الموقف الإسرائيلي العام كان فيه تنازلات كثيرة، ونسبة 25% اعتقدت بأنه كان مناسبا وصحيحا، فيما اعتقدت نسبة 13% بأنه يمكن لإسرائيل تقديم المزيد من التنازلات.
كان الموقف الذي عارضه الإسرائيليون بشدة هو المتعلق باللاجئين. 64% منهم يعتقدون بأن براك قد قدم تنازلات كثيرة عندما أبدى استعدادا لقبول عودة آلاف من اللاجئين سنويا لإسرائيل على مدى السنوات القادمة، حتى رغم أن ذلك لن ينطوي على قبول مسؤولية أخلاقية أو قانونية على خلق مشكلة اللاجئين. في الجانب الآخر، لاقى موقف عرفات من هذا الموضوع (والذي يتضمن اعترافا إسرائيليا بقرار 194 واستعدادا لقبول عودة مئات الآلاف من اللاجئين للدولة الفلسطينية) تأييدا من 68% ، فيما رأت نسبة 20% فقط أن فيه تنازلات كثيرة.
جاءت أعلى نسبة من التأييد بين الإسرائيليين للموقف الإسرائيلي من الترتيبات الأمنية، حيث رأت نسبة 46% أن موقف براك تجاهها كان المناسب والصحيح فيما قالت نسبة إضافية من 13% أنه كان باستطاعة إسرائيل تقديم المزيد من التنازلات. أما بين الفلسطينيين، فقد وجدت نسبة 68% أن هناك الكثير من التنازلات في الموافقة الفلسطينية على ترتيبات أمنية معينة جاء ذكرها في الصحافة، وقد قال 25% فقط بأن هذا الموقف كان المناسب والصحيح أو أنه لم يكن مرنا بشكل كاف.
وبالنسبة لموضوع القدس، فإن أغلبية متماثلة من 57% اعتقدت بأن المواقف التي عبر عنها قادتهما خلال القمة والتي أدت لفشل المفاوضات، كما ذكرت التقارير، كان فيها الكثير من التنازلات. 41% من الإسرائيليين و36% من الفلسطينيين اعتبروا أن مواقف وفودهما كانت "المناسبة والصحيحة" أو أنها لم تكن مرنة بشكل كاف.
وكذلك بالنسبة لموضوع الدولة الفلسطينية والحدود، حيث اعتبرت نسبة 56% من الإسرائليين ونسبة 51% من الفلسطينيين بأن مواقف قادتهما كان فيها تنازلات كثيرة. وحول المستوطنات، رأت نسبة 52% من الإسرائيليين و 55% من الفلسطينيين أن مواقف وفديهما كان فيها تنازلات كثيرة.
2) وماذا بعد ؟
رغم هذه الآراء المنتقدة لمواقف القادة في المفاوضات، فإن أغلبية كبيرة من الطرفين (79% من الإسرائيليين، و75% من الفلسطينيين) تعتقد بأنه على المدى البعيد سيتم التوصل لاتفاق وأن فشل المفاوضات لا يعني نهايتها. 19% من الإسرائيليين و 23% من الفلسطينيين فقط يعتقدون بأن الفشل في كامب دافيد هو نهاية الطريق لعملية السلام وأنه ليس هناك فرصة للتوصل لاتفاق في السنوات القادمة.
ولكن إذا لم يتم التوصل لاتفاق خلال الأشهر القادمة وإذا اندلعت مواجهات عنيفة في الضفة وقطاع غزة، فإن أغلبية من الإسرائيليين (54% و 58%) لا تعتقد بأن أيا من الطرفين سيحقق فوائد سياسية أكثر مما يستطيع من خلال المفاوضات. لكن الوضع يختلف في الشارع الفلسطيني حيث تعتقد الأغلبية (57%) بأن مواجهات كهذه ستؤدي لتحقيق فوائد سياسية أكبر، ولا تزيد نسبة المعتقدين بأن إسرائيل هي التي ستحقق فوائد أكثر عن الثلث. وطبقا لهذا التوقع، فإن 60% من الفلسطينيين سيؤيدون المواجهات العنيفة وسيؤيدون اتباع وسائل حزب الله في حالة عدم التوصل لاتفاق خلال الأشهر القادمة.
تظهر النتائج أنه بينما تؤيد نسبة 56% من الفلسطينيين إعلانا بقيام دولة فلسطين في سبتمبر، فإن نسبة 31% فقط من الإسرائيليين تعتقد بأن ذلك سيحدث إذا لم يتم التوصل لاتفاق في ذلك الوقت، وفي حالة قيام الدولة بشكل أحادي الجانب، فإن 27% من الإسرائيليين سيؤيدون إجراءات إسرائيلية انتقامية شديدة (كإعادة احتلال أو ضم مناطق فلسطينية)، و 20% تؤيد فرض حصار مع ضغط دولي، و39% تؤيد استمرار التفاوض مع الفلسطينيين. لكن الفلسطينيين في الجانب الآخر يبالغون في استعداد إسرائيل للانتقام بشدة.
3) فرص المصالحة والسلام الدائم:
لو تم التوصل لاتفاق سلام وقامت دولة فلسطينية معترف بها من قبل إسرائيل، فإن 72% من الإسرائيليين و 75% من الفلسطينيين سيؤيدون بشكل واسع جهود المصالحة بين إسرائيل ودولة فلسطين. لكن الجمهورين يعتقدان أن ذلك قد يأخذ سنوات وربما أجيال، إن حدث أصلا. توقع الإسرائيليون بشكل صحيح أن عملية المصالحة ستكون أصعب على الفلسطينيين، الذين هم فعلا أكثر تشككا في فرص نجاحها. يعتقد معظم الإسرائيليين (58%) مقابل ثلث الفلسطينيين بأن السلام الدائم ممكن. كذلك، فإن ثلثي الفلسطينيين يعتقدون بأن أغلبية الإسرائيليين يعتقدون بأن السلام الدائم غير ممكن، فيما تعتقد نسبة 55% من الإسرائيليين نفسن الشيء بالنسبة للفلسطينيين.
في إطار حالة من السلام بين إسرائيل ودولة فلسطين، فإن الفلسطينيين والإسرائيليين يختلفون في موقفهم تجاه خطوات المصالحة وتطبيع العلاقات المختلفة. بينما يؤيد الفلسطينيون بشكل خاص وجود حدود مفتوحة وقيام تعاون وشراكة اقتصادية، فإن الإسرائيليين ينظرون بقبول أكثر من الفلسطينيين لإمكانية حدوث تغييرات ثقافية في المناهج والحوار العام وفي العلاقات الاجتماعية. فمثلا :
- نسبة 75% من الإسرائيليين والفلسطينيين تؤيد قيام مشاريع ومؤسسات اقتصادية مشتركة.
- 56% من ا لإسرائيليين و 38% من الفلسطينيين يؤيدون اتخاذ خطوات قانونية لمنع التحريض ضد الآخر.
- 47% من الإسرائيليين و 10% من الفلسطينيين يؤيدون تبني برامج تعليمية تدعو للتخلي عن تطلعاتهم نحو أجزاء من "الوطن" تعتبر جزءا من دولة الطرف الآخر.
- 41% من الإسرائيليين و 31% من الفلسطينيين يؤيدون قيام مؤسسات سياسية مشتركة تقود نحو الكونفدرالية.
- على المستوى الشخصي وفي ظروف السلام، 69% من الإسرائليين مستعدون لدعوة زميل فلسطيني لزيارة في بيتهم و62% مستعدون لزيارة زميل فلسطيني في بيته. 41% من الفلسطينيين مستعدون لدعوة أو زيارة زميل إسرائيلي.