أسباب هجرة المسيحيين الفلسطينيين وطرق الحد منها

نتائج استطلاع الرأي بين المسيحيين الفلسطينيين

27 كانون ثاني (يناير)-23 شباط (فبراير) 2020

تم إجراء هذا الاستطلاع بالتعاون مع مشروع "فيلوس":  Philos Project https://philosproject.org/

للمزيد من المعلومات أو الاستفسارات عن الاستطلاع ونتائجه، الرجاء الاتصال بـ د. خليل الشقاقي أو وليد لدادوه في المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية: رام الله ت: 2964933(02) فاكس:2964934(02) e-mail: pcpsr@pcpsr.org

   قام المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية بإجراء استطلاع للرأي بين المسيحيين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة وذلك في الفترة ما بين 27 كانون ثاني (يناير) -23 شباط (فبراير) 2020. هدف الاستطلاع إلى استكشاف الأسباب التي تدفع بالمسيحيين إلى الهجرة من وطنهم فلسطين إلى دول أخرى والطرق المختلفة التي قد تساهم في الحد من تلك الهجرة. شهدت الفترة المرافقة للاستطلاع مجموعة من التطورات الهامة منها الإعلان عن الخطة الأمريكية للسلام المعروفة باسم "صفقة القرن" والرفض الفلسطيني القاطع لها والذي تبعه رفض جماعي من وزراء الخارجية العرب ومن ممثلي العالم الإسلامي. في الأوضاع الداخلية صدرت تصريحات من فتح وحماس تدعو للمصالحة، لكن لم يتبلور عنها أي خطوات ملموسة. كذلك، تراجعت الجهود المبذولة لعقد انتخابات تشريعية فلسطينية. لكن العلاقات الفلسطينية-الإسرائيلية شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في درجة التوتر، وازدادت المواجهات العنيفة، وبدت هناك بوادر حرب تجارية ومقاطعة محدودة.  تم إجراء المقابلات وجهاً لوجه مع عينة عشوائية من المسيحيين البالغين بلغ عددها 995 شخصاً وذلك في 98 موقعاً سكنياً في سبع محافظات فلسطينية وكانت نسبة الخطأ +/-3%. 

للمزيد من المعلومات أو الاستفسارات عن الاستطلاع ونتائجه، الرجاء الاتصال بـ د. خليل الشقاقي أو وليد لدادوه في المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية: رام الله ت: 2964933(02) فاكس:2964934(02) e-mail: pcpsr@pcpsr.org

تشير النتائج بوضوح إلى أن نسبة الرغبة في الهجرة بين المسيحيين الفلسطينيين تفوق بكثير نسبة الرغبة في الهجرة بين المسلمين الفلسطينيين. بل إن هذه النسبة تبلغ في الضفة الغربية حوالي ضعف نسبتها بين المسلمين. تقول النسبة الأكبر من الراغبين في الهجرة أنهم يريدون التوجه للولايات المتحدة أو كندا فيما تأتي أوروبا في المرتبة الثالثة. وتقول النسبة الأعظم أن سبب التفكير في الهجرة اقتصادي فيما تقول نسب صغيرة مختلفة أنها تبحث عن فرص للتعليم أو مكان أكثر أمناً واستقراراً أو أقل فساداً أو أكثر حرية وتسامح ديني.

لكن الاستطلاع وجد أسباباً أخرى يعود بعضها لظروف الاحتلال الإسرائيلي أو الأوضاع الفلسطينية الداخلية. فمثلاً، يشكو المسيحيون من تأثيرات الاحتلال مثل الحواجز واعتداءات المستوطنين ومصادرة الأراضي. كذلك يشكون من قلة الأمن وترى أغلبية كبيرة منهم أن الاحتلال الإسرائيلي يريد طردهم من وطنهم. أما بالنسبة للأوضاع الداخلية فهناك شكوى وقلق شديد من قلة الأمان، والخوف من الجريمة والسرقة، ومن غياب الحريات وسيادة القانون، ومن انتشار الفساد. كذلك هناك قلق واضح من وجود جماعات دينية سلفية في المجتمع الفلسطيني ومن وجود تنظيمات فلسطينية مسلحة مثل حماس ومن كل المجموعات التي تمثل الإسلام السياسي.

وبالرغم من أن الغالبية العظمى تقول إنها لا تتعرض لمضايقات من جيرانهم المسلمين أو في المدارس وأماكن العمل، فإن نسبة تتراوح بين الخمس والربع تشكو من سماع ألفاظ وشتائم قاسية أو تكفيرية وتقول أقلية كبيرة جداً أنها تشعر أن معظم المسلمين لا يرغبون في وجودهم في هذا الوطن. كذلك، بالرغم من أن الغالبية العظمى تقول إنها لا تعاني من التمييز بسبب الدين فإن نسبة تتراوح بين الخمس والربع تقول إنها تعاني من التمييز عند البحث عن عمل أو عند طلب خدمة من مؤسسات السلطة الفلسطينية. وفيما تقول الغالبية العظمى أنها تشعر بالاندماج في المجتمع الفلسطيني فإن ثلاثة من كل عشرة أفراد لا يشعرون بذلك أو يشعرون بوجود كراهية تجاههم من المواطنين المسلمين، ويقول حوالي الربع أن بعض معارفهم المسلمين يدعوهم للدخول في الدين الإسلامي، ويقول سبعة أفراد من بين كل عشرة أنهم قد سمعوا يوماً مسلماً يقول إن المسيحيين سيذهبون إلى النار.

تشير النتائج أيضاً إلى أن المسيحيين مثلهم في ذلك مثل المسلمين، لا يثقون بالحكومة الفلسطينية أو لا يثقون بأجهزة الأمن أو القضاء. بل إن أغلبية تميل أيضاً لعدم الثقة بالقادة من رجال الدين المسيحيين وبمنظمات المجتمع المدني. تميل الأغلبية للاعتقاد بوجود فساد في مؤسسات وأجهزة السلطة الفلسطينية. وبينما تقول الغالبية العظمى من المسيحيين أن النظام الديمقراطي هو الأفضل، فإن واحداً فقط من كل عشرة بينهم يصف النظام الفلسطيني على أنه نظام ديمقراطي. وعموماً، وجد الاستطلاع أن الغالبية العظمى من المسيحيين يعتقدون أنه يجب أخذ الحيطة والحذر في التعامل مع الناس، فيما يعتقد واحد فقط من كل عشرة أنه يمكن الثقة بأغلبية الناس.

في العملية السياسية تشير النتائج إلى أن أكثر من نصف المسيحيين يريدون حلاً سياسياً للصراع مع إسرائيل يؤدي لقيام دولة واحدة ذات حقوق وواجبات متساوية للفلسطينيين والإسرائيليين فيما يقول ثلاثة من كل عشرة أنهم يفضلون حل الدولتين. يرى نصف المسيحيين أن حل الدولة الواحدة هو الأكثر أماناً لهم في فلسطين.

كذلك وجد الاستطلاع أن مما يساعد على ازدياد نسبة هجرة المسيحيين تتعلق بوجود نسبة عالية جداً منهم ذوي أقارب كانوا قد هاجروا للخارج في السابق وبوجود اعتقادات بأن هؤلاء سيساعدونهم عند الهجرة. كما يعتقد حوالي النصف أن قوانين الهجرة في دول اللجوء تميز لصالح المسيحيين. وعند التفكير في التطورات السياسية الإقليمية فإن حوالي الثلثين يقولون إنها تشكل عوامل دفع إضافية لرغبتهم في الهجرة.

أخيراً، عند السؤال عن كيفية علاج ظاهرة الهجرة بين المسيحيين الفلسطينيين فإن الاستطلاع قد وجد تركيزاً من المجيبين على ضرورة قيام صناع القرار الفلسطينيين وقادة الكنيسة بالاهتمام بالموضوع والعمل على محاربة هذه الظاهرة. وتركزت الاقتراحات المقدمة على ضرورة تحسين الأوضاع الاقتصادية، مثل إيجاد فرص عمل أو توفير المسكن والمساعدات المالية لمن هم بحاجة لها؛ أو على تحسين أوضاع الأمن والأمان، مثل ضرورة تعزيز قدرة السلطة على فرض النظام والقانون؛ أو على ضرورة ترسيخ قيم الديمقراطية والتسامح.

الهجرة بين الفلسطينيين

  • تشير التقارير الإحصائية الإسرائيلية الرسمية إلى أن مجموع الهجرة الفلسطينية الصافية من الضفة الغربية وقطاع غزة خلال الفترة بين 1967-1989 قد بلغت حوالي 300 ألف مهاجر، أي بمعدل سنوي بلغ أكثر من 13 الفاً. اما بين الفترة من 1990 وحتى نهاية 1994 فإن هذه التقارير تشير إلى أن عودة العديد من كوادر منظمة التحرير الفلسطينية وقواتها الأمنية قد أضاف زيادة سكانية خالصة بلغت حوالي 30 ألف فلسطيني لمناطق السلطة الفلسطينية، وذلك بعد خصم المهاجرين خلال تلك الفترة. أما بين الفترة من 1995 وحتى 2003 فإن نفس المصادر الرسمية الإسرائيلية تشير إلى أن حوالي 88 ألف قد هاجروا من مناطق السلطة، أي بمعدل سنوي بلغ حوالي 11 ألف مهاجر. أما جهاز الإحصاء الفلسطيني فأشار مسح أجراه في عام 2010 إلى أن حوالي 33 ألف فلسطيني قد هاجروا من الأراضي الفلسطينية خلال الفترة من 2005 وحتى 2009، أي بمعدل سنوي بلغ حوالي 7 آلاف، وأنه خلال نفس الفترة عاد لأراضي الوطن أكثر من 30 ألف مهاجر. لا توجد أرقام منشورة ذات مصداقية عن الوضع الراهن، لكن التقديرات تشير إلى أن المعدل السنوي للهجرة خلال السنوات العشر الماضية قد يكون أكثر من 10 آلاف مهاجر. كما أن إعادة فتح معبر رفح بشكل شبه دائم في عام 2018 فتح المجال، حسب تقديرات غير مؤكدة، لخروج حوالي 24 ألف مهاجر من قطاع غزة في ذلك العام فيما تقول مصادر حكومية إسرائيلية أن العدد قد بلغ 35 ألفاً لتلك السنة.
  • أما بين المسيحيين الفلسطينيين بالذات فإن معدلات الهجرة كانت تاريخيا أعلى مما هي بين المسلمين. مع انتهاء فترة الحكم العثماني في فلسطين وبدء الانتداب البريطاني في عام 1922 شكل المسيحيون 11% من سكان فلسطين الكاملة، وبلغ تعدادهم 70,429 فرداً. لكن هذه النسبة تراجعت مع انتهاء الانتداب إلى 8% في عام 1946 رغم ارتفاع عددهم ليبلغ 145,063.  34.000 شخص أي ما نسبته 2.9% من مجموع السكان في اسرائيل. في عام 1949بلغ عدد المسيحيين في الضفة الغربية 51.063 شخص، وبلغ عددهم في تعداد 1961، الذي أجرته الحكومة الأردنية، 45855. وعند بدء الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة في عام 1967 بلغت نسبة المسيحيين في هذه المناطق المحتلة 6% وعددهم 42,719. وعند إجراء الإحصاء الفلسطيني الرسمي الأول في عام 1997، أي بعد قيام السلطة الفلسطينية بأربع سنوات، بلغ عدد المسيحيين الفلسطينيين 40,055 ونسبتهم 1.5 فقط. أما الإحصاء الثاني في عام 2007 فوجد عددهم 42,565 ونسبتهم 1.2؛ فيما شهد الإحصاء الثالث، في عام 2017، ارتفاع عددهم ليبلغ 46,850 مع انخفاض نسبتهم لتبلغ 1% فقط.
  • يعود التراجع في نسبة المسيحيين في البلاد للهجرة بالدرجة الأولى، وخاصة بين الشباب. لكن هناك أسباب إضافية غير الهجرة، ومن أهم هذه الأسباب ضعف النمو السكاني بين المسيحيين مقارنة بالمسلمين وارتفاع سن الزواج بينهم. وقد وجد استطلاع فلسطيني للباروميتر العربي في نهاية عام 2018 أن نسبة من هم فوق الخمسين عاماً قد بلغت 39% بين المسيحيين مقابل 21% فقط بين المسلمين.
  • وقد شهدت بعض المدن الفلسطينية في الضفة الغربية ذات الصبغة المسيحية تراجعاً كبيراً في نسبتهم خلال المائة سنة الماضية. فمثلاً تراجعت نسبة المسيحيين في مدينة بيت لحم من 84% في عام 1922 إلى 28% في عام 2007، وفي بيت جالا من 99% إلى 61% وفي بيت ساحور من 81% إلى 65% خلال نفس الفترة.

عينة الاستطلاع الخاص بالمسيحيين ومواصفاتها الديمغرافية

تم اختيار عينة من 995 شخص من كافة المحافظات في الضفة الغربية وقطاع غزة والتي يتواجد فيها المسيحيون، حيث تم إعطاء كل محافظة عدد من العينة حسب نسبة المسيحيين فيها باستثناء مدينة غزة حيث تم زيادة العدد الى 100 شخص ثم اعيد لاحقا وزن العينة، كما تم اختيار 20 شخص من اهل غزة المتواجدين في الضفة بشكل عشوائي من خلال قائمة زودت لباحثي المركز من طرف مسيحي مطلع على أوضاعهم احتوت على 100 اسم تقريبا.  تم الاعتماد على اعداد المسيحيين في المحافظات من خلال البيانات الرسمية لجهاز الإحصاء الفلسطيني، ولكن جهاز الإحصاء لم يوفر بيانات لأعداد المسيحيين وأماكن تواجدهم داخل التجمعات في المحافظات وبالتالي تم العمل ميدانيا بمساعدة الباحثين لحصر أماكن تواجد المسيحيين في التجمعات داخل الضفة وغزة، وتم استثناء التجمعات التي يوجد بها اعداد قليلة من المسيحيين والمتفرقين كأفراد او كعائلات قليلة في تجمعات مختلفة. قام الباحثون بمساعدة رؤساء المجالس القروية او مصادر ذات معرفة، مثل الكنائس بتقدير عدد المسيحيين في التجمعات لغرض توزيع العينة على التجمعات حسب وزنها في مجتمع المسيحيين في التجمعات المختلفة. تم حصر التجمعات وتقدير الاعداد فيها ومقارنة العدد الكلي للتجمعات في كل محافظة مع العدد الكلي للمسيحيين في المحافظة حسب جهاز الإحصاء للتأكد من عدم وجود فروقات بين التقديرات التي حصل عليها الباحثون وبيانات جهاز الإحصاء. طلب من الباحثين تحديد مواقع تجمعات المسيحيين في التجمعات المختلطة وتم لاحقا تحديد خرائط لهذه المناطق وتقسيمها الى عدد من الأقسام كل قسم يمثل مجموعة من المساكن (تم اعتباره كمنطقة عد). بلغ عدد مواقع العد هذه 98. في كل منطقة عد تم اختيار10 منازل بطريقة عشوائية منتظمة، وفي كل بيت تم اختيار فرد من البالغين بطريقة عشوائية باستخدام جدول كيش. تم إجراء المقابلات وجها لوجه من قبل باحثين تم تدريبهم على العمل الميداني بشكل عام وعلى العمل الميداني مع المسيحيين بشكل خاص، حيث تم عقد جلسة لمجموعة مركزة من المسيحيين تم في أحد أجزائها الاستفادة من خبرة الحضور لمعرفة الطريقة الأفضل للتعاطي مع المسيحيين لجعلهم يشعرون بالارتياح وعدم الخوف وغيره، وعليه تم تشكيل فريق البحث بحيث تكون أغلبيته العظمى من المسيحيين، وتكون كل فريق بحث من باحثتين وتم متابعة كل فريق من قبل مشرف من المركز في الميدان. منع على الباحثين منعا باتا الإشارة لديانتهم بأي شكل من الاشكال. أجريت كافة المقابلات وجها لوجه لإنجاز الاستمارة التي تم تعبئتها على حاسوب تابلت مخصص لهذا الغرض باستثناء 15 مقابلة تمت عن طريق الهاتف وهي مع الأشخاص الغزيين الذين يعيشون في الضفة.  

 

 

بلغت نسبة العينة في الضفة الغربية 88% في حين بلغت في القطاع 10% وتم اجراء 2% من المقابلات مع غزيين يسكنون في الضفة. اما في المحافظات فكانت النسبة الأكبر في بيت لحم (42%) ثم رام الله (24%) ثم القدس (15%) ثم غزة (12%) ثم جنين (5%) ثم نابلس واريحا (1%) لكل منهما. بلغت نسبة الذكور 50% والإناث 50%. اما الاعمار فقد بلغت نسبة أعمار من هم 40 فأكثر 64% والاعمار بين 18 الى 29 سنة 19% والاعمار بين 30 الى 39 سنة 17%. كما كانت نسبة غير المتعلمين 3%، والذين أنهوا المرحلة الابتدائية 6%، والاعدادية 9%، والثانوية 33%، والذين أنهوا الدبلوم 19%، والبكالوريوس 25%، والماجستير فأكثر 5%. كذلك بلغت نسبة المتزوجين 65%، وغير المتزوجين 24%، والارامل 8%، والمطلق او المنفصل 2%. كما بلغت نسبة العاملين في مؤسسات السلطة 3%، والعاملين في مؤسسات كنسية 7%، والعاملين في القطاع الخاص والاعمال الحرة 29%، والعاملين في المؤسسات الاهلية او الأجنبية 6%، والمؤسسات الإسرائيلية 3%، في حين بلغت نسبة ربات البيوت 25%، والذين لا يعملون 9%، والمتقاعدين 7% والطلاب 5%. 

الباحثون وانطباعات المبحوثين: تكون فريق البحث من 17 باحث وباحثة (15 باحثه وباحثان) منهم 15 مسيحيين وباحثتان مسلمتان، وتوزعوا على النحو التالي: 2 في قطاع غزة و3 في شمال الضفة و6 في الجنوب و6 في الوسط[1].

النتائج التفصيلية

 


[1] أبدى الباحثون في فرق الجنوب والشمال والوسط في الضفة الغربية ارتياحهم من تجاوب الناس معهم، حيث كان الناس متعاونين ومتقبلين وكانت حالات الرفض قليلة جدا بحيث لم تتجاوز 2%. وبشكل عام لم يكن هناك تخوف من الإجابة على الأسئلة باستثناء 3 او 4 حالات أبدت تخوفا لدى الإجابة على سؤال حول اتجاهاتها السياسية. ولكن الوضع كان مختلفا في مناطق القدس حيث كان هناك حرص وتخوف من قبل المبحوثين وكانت حالات الرفض عالية في بعض المناطق حيث تجاوزت 20% في مناطق مثل بيت صفافا والطور وبيت حنينا. اما المناطق الأخرى في القدس، مثل البلدة القديمة، فكان التجاوب ممتازا في كافة اجزائها، وكانت حالات الرفض قليلة ولم تتجاوز 7%، ولم يكن هناك تخوف يذكر. أشار الباحثون الميدانيون إلى أنه في مناطق القدس بالذات سأل المجيبون بشكل متكرر عن ديانة الباحثين. لكن الباحثين أجابوا بأنهم لا يستطيعون التصريح بذلك، وذلك وفق منهجيات العمل الميداني. أما في قطاع غزة فأبدى الباحثون ارتياحهم من تجاوب الناس معهم حيث كانوا متعاونين ومتقبلين وكانت حالات الرفض متوسطة حيث بلغت 10%، وبشكل عام كان التخوف من الإجابة على الأسئلة قليل.